تعالوا بنا أيها الأحبة لنعيش في هذه الدقائق المعدودات، ولنقدم لأختنا المسلمة القدوة الصالحة، والمثل الأعلى، تعالوا بنا لنعيش في هذه الدقائق مع رمز الوفاء، وسكن سيد الأنبياء، مع أول صديقة في عالم المؤمنات، مع أول من صلت لله مع رسول الله، مع أول من أنجبت الولد لحبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم، مع أول من بشرت بالجنة، مع أول من نزل جبريل ليبغلها من ربها السلام، مع رمز الوفاء، ونهر الرحمة، وينبوع الحنان، مع القلعة الشامخة: قلعة الإسلام والإيمان، إنها أمنا أم المؤمنين خديجة بنت خويلد عليها من ربها الرحمة والرضوان.
أعيروني القلوب والأسماع، فوالله الذي لا إله غيره إني أرى الكلمات تتوارى خجلاً وحياء أمام هذه القلعة الشامخة، وأمام هذه الزوجة الصابرة الوفية المخلصة، أمام خديجة رضي الله عنها وأرضاها، تلك المرأة التقية النقية الطاهرة، التي لقبت بالطاهرة في الجاهلية قبل الإسلام، آمنت بالحبيب المصطفى حين كفر به الناس، وصدقت الحبيب المصطفى حين كذبه الناس، وواست الحبيب المصطفى بمالها حين حرمه الناس.