[الشبهة الأولى: أن البخاري ومسلم لم يخرجا له في الصحيحين]
أما التهمة الأولى التي وجهت إليه من البعض فتقول: إن أبا حنيفة لم يخرج له الإمام البخاري ولا الإمام مسلم وباقي أصحاب الكتب الستة، ويعتبرون ذلك قدحاً في الإمام، ويعتبرونه من عدم الاعتبار من هؤلاء الأئمة لـ أبي حنيفة.
فأقول: إن هذه الشبهة ليست صحيحة، لأنه من ظن أن ثقات الرواة هم الرواة في الكتب الستة فقط فقد ظن باطلاً، ولن أستطيع أن أستطرد لكم لأبين لكم الدليل، وإنما سأذكر لكم دليلاً واحداً على ذلك، ألا وهو أن الإمام مسلم لم يخرج في صحيحه حديثاً واحداً عن الإمام البخاري على الرغم من أنه نسج صحيحه كله على منوال الإمام البخاري رضي الله عنه.