وأختم هذا اللقاء أيها الأحبة! بوصية خالدة من وصايا ابن مسعود رضي الله عنه، حيث كان يذكر بها أصحابه ويذكرنا بها من بعدهم فيقول:(إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، فمن عمل خيراً يوشك أن يحصد خيراً، ومن عمل شراً يوشك أن يحصد شراً، فمن وقي فالله تعالى وقاه، ومن أعطاه الله فالله تعالى أعطاه، المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة) .
رضي الله عن عبد الله بن مسعود، وصلى الله على أستاذه ومعلمه، وجمعنا بهم في دار كرامته ومستقر رحمته، إنه ولي ذلك ومولاه.
اللهم اجزه عنا خير ما جازيت مصلحاً أو صالحاً، اللهم اجمعنا بهم مع نبيك صلى الله عليه وسلم.
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأعل بفضلك كلمتي الحق والدين، اللهم قيض لأمة التوحيد أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، أنت ولي ذلك ومولاه.
اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، ووفقهم جميعاً للعمل بكتابك، والاقتداء بنبيك صلى الله عليه وسلم، وارزقهم اللهم البطانة الصالحة الناصحة، أنت ولي ذلك والقادر عليه، برحمتك يا أرحم الراحمين! أحبتي في الله! أكثروا من الصلاة والسلام على نبينا محمد فإن الله جل وعلا قد أمركم بذلك في محكم كتابه فقال:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}[الأحزاب:٥٦] ، اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.