والموطأ كتاب يشتمل على كم كبير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة، وأقوال التابعين وأهل العلم من بعدهم، والموطأ لا يقتصر على الأحاديث المسندة فقط، وإنما يشتمل على الأحاديث المسندة والمرسلة والمنقطعة، وعلى البلاغات.
والبلاغات أن يقول مالك: بلغني كذا وكذا.
وكل كلمة من هذه الكلمات أعلم أنها تحتاج إلى شرح وتفصيل، والمجال والوقت لا يتسع لذلك.
أيضاً: من خصائص كتاب الموطأ: أن الإمام مالك كتبه في أربعين سنة، ولذا قال الشافعي قولته الجميلة: لا يوجد على ظهر الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب الإمام مالك.
قال الحافظان: الذهبي وابن الصلاح: قال الشافعي قولته هذه قبل أن يؤلف الصحيحان، فإن الصحيحين هما أصح الكتب بعد كتاب الله جل وعلا.
لماذا؟ لأن التحقيق أن موطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى يشتمل على بعض الأحاديث الضعيفة سواء كانت مسندة أو مرسلة أو منقطعة أو حتى في البلاغات، وهذا ما حققه بعض أهل العلم.
وهذه نبذة صغيرة سريعة عن الموطأ، وقد روى الموطأ عن الإمام مالك خلق كثير، وكذا شرحه جمع كبير من أهل العلم.