فقال له: تغتسل وتطهر ثوبيك، وتشهد شهادة الحق، وتصلي ركعتين، فقام سعد بن معاذ فاغتسل وطهر ثيابه، وشهد شهادة الحق بين يدي مصعب، وصلى لله ركعتين، ومن هنا بدأ يتحرك لدين الله على الفور، فلا وقت للراحة والسكون والهدوء، ولا مكان للمكاتب المكيفة والفراش الوثير.
وينطلق سعد بن معاذ إلى قومه إلى بني عبد الأشهل فيقول: يا قوم! ما تعلمون رأيي فيكم؟ فقالوا: أنت سيدنا، وأيمننا نقيبة، وأفضلنا رأياً، فيقول سعد بن معاذ: فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله، فلم تمر الليلة على دار بني عبد الأشهل إلا وقد أسلم كل رجل وامرأة، وشهد الجميع أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
لك الله يا مصعب الخير، ورضي الله عنك يا من ذكرك عطر للحياة.
أسأل الله جل وعلا أن يجزي عنا مصعب بن عمير خير ما جزى صالحاً أو مصلحاً، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.