الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد: أيها الأحبة! فـ أحمد بشر يخطئ ويصيب، ويؤخذ منه ويرد عليه، فقد أبى الله تعالى ألا يكون الكمال إلا له، وأن يلبس ثوب العصمة إلا لأنبيائه ورسله، فإلى كل متعصب للإمام ومذهبه مع مخالفة الدليل الصحيح من القرآن والسنة أقول: إن أحمد بشر، واعلم بأنك بتعصبك للإمام ولقوله مع مخالفته للدليل الصحيح من القرآن والسنة -أحياناً- قد خالفت بذلك إمامك وخرجت على قواعد وأصول مذهبه، فإلى النبعين الصافيين اللذين استقى منهما أحمد مذهبه، ولكن إن قال بقوله فقد يخطئ ويصيب؛ لأن الإمام مالك قال قولته الخالدة: كل يؤخذ منه ويرد عليه إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
فهيا يا أبناء الصحوة وهيا أيها المسلمون إلى حب الأئمة واقتفاء آثارهم، والآخذ من النبعين الصافيين الكريمين القرآن والسنة الصحيحة، فهذا هو الطريق الصحيح الذي لا عز لنا ولا سعادة لنا في الدنيا والآخرة إلا بالسير فيه.
أسأل الله جل وعلا أن يجزي عنا هؤلاء الأئمة خير ما جزى الله تبارك وتعالى مصلحاً أو صالحاً.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، وأعل بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى.
اللهم اقبلنا وتقبل منا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا وحببينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أحبتي في الله! هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو زلل فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه، وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.