وأثنى عليه كبار الأئمة والشيوخ والعلماء، من أساتذته وشيوخه وطلبة علمه الذين انتقلوا يوماً ما ليجلسوا بين يديه وهم شيوخه ليرووا عنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فلقد فاق الإمام مالك أقرانه، وساد على جميع أفراده، بل وفاق شيوخ أهل زمانه، وجلسوا بين يديه ليرووا عنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قال حماد بن سلمة لما جاءه رجل يسأله في مسألة قد اختلف فيها الناس: قال حماد لهذا الرجل: (يا أخي! إذا أردت السلامة لدينك فسل عالم المدينة، وصر إلى رأيه، فإنه حجة، وإن مالكاً هو إمام الناس) .
وقال عنه الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله:(ومن نحن إلى جوار مالك، فلقد كنا ننتبع آثاره، فإن وجدناه روى وكتب عن شيخ من الشيوخ كتبنا نحن عن هذا الشيخ، وإن وجدنا مالكاً قد أعرض عن شيخ أعرضنا عنه وتركناه) .
وقال عنه إمام أهل السنة الإمام أحمد:(إن القلب والله ليسكن إلى حديثه وفتياه، وإن مالكاً عندنا حجة؛ لأنه كان شديد الاتباع للآثار التي تصح عنده) .
وقال عنه الإمام الليث بن سعد فقيه أهل مصر في زمانه:(علم مالك علم نقي، وعلم مالك أمان لكل من أخذ به) .
وقال عنه الإمام البخاري:(إن مالكاً كان إماماً) .
وقال عنه الإمام الشافعي تلميذه وأقرب الناس إليه، قال رحمه الله:(إذا جاءك الحديث من مالك فشد به يدك) .
وقال عنه أيضاً:(مالك أمير المؤمنين في الحديث) .
وقال عنه عبد الله بن المبارك:(والله ما رأيت أحداً أشد تعظيماً لحديث رسول الله من مالك بن أنس) .
ولو استطردت في أقوال أئمة الجرح والتعديل، وعلى رأسهم يحيى بن سعيد القطان رحمه الله تعالى، الذي قال في مالك:(مالك أثبت القوم) وهذه أعلى درجات التعديل، كما هو معلوم عند أهل هذا الفن الشريف.
قال رحمه الله:(مالك أثبت القوم، ومالك رحمة من الله لهذه الأمة) .
أيها الأحبة: هذه بعض أقوال الشيوخ الكبار، وأئمة الجرح والتعديل في هذا النجم الثاقب، وفي هذا الإمام العلم الكبير.