أيها الأحباب! بعد عرض هاتين القاعدتين بإيجاز نقرر ما يلي: أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله تعالى في أعلى درجات البر والخير والصلاح، والله جل وعلا يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}[الحجرات:١٢] ، قال جمهور المفسرين: والظن الذي نهينا عنه هو ظن السوء بأهل الخير والصلاح.
أقول: وأبو حنيفة في أعلى درجات البر والخير والصلاح والورع والزهد والتقى، فلقد تجاوز الإمام القنطرة وشهد له بالعدالة والضبط والصدق والثقة على أيدي وألسنة قادة علماء الجرح والتعديل وأئمة الحديث رضوان الله عليهم جميعاً! أيها الأحبة! اسمعوا إلى هذا السيل من الثناء على هذا الإمام الذي اتهم من البعض بالكفر والزندقة، فقد أثنى على أبي حنيفة الإمام الشافعي رحمهما الله تعالى فقال:(ما طلب أحد الفقه إلا وكان عيالاً على أبي حنيفة) وأثنى على أبي حنيفة الإمام أحمد رحمه الله تعالى فقال: (أبو حنيفة من العلم والزهد والورع وإيثار الآخرة بمحل لا يدركه أحد) ولقد ضرب بالسياط ليلي القضاء للمنصور فأبى، فرحمة الله عليه ورضوانه) .
وهذه شهادة إمام أهل السنة لأخيه الإمام أبي حنيفة فرحم الله الجميع ورضي عنهم وأسكنهم فسيح جناته.
وأثنى عليه أيضاً: الإمام سفيان بن عيينة فقال: (ما رأت عيني مثل أبي حنيفة) ، وأثنى عليه الإمام ابن عبد البر فقال: وقال أبو داود صاحب السنن: إن أبا حنيفة كان إماماً، وإن مالكاً كان إماماً، وإن الشافعي كان إماماً.
وأثنى على أبي حنيفة الإمام الذهبي أستاذ الجرح والتعديل في كتابه القيم المدهش:(طبقات الحفاظ) الذي قدم في هذا الكتاب القيم له بهذه المقدمة حيث يقول الذهبي: وهذه تذكرة بأسماء معدلي حملة العلم النبوي - هكذا لفظاً وحرفاً - ومن يرجع إلى اجتهادهم في التوثيق والتصحيح والتزييف وذكر من بين هؤلاء المعدلين: الإمام أبا حنيفة رضي الله عنه وأرضاه.
وأثنى على الإمام أبي حنيفة الإمام الكبير الجهبذ شيخ الإمام البخاري الإمام علي بن المديني حيث قال: أبو حنيفة ثقة لا بأس به.
وأثنى على أبي حنيفة شيخ الجرح والتعديل، بل إمام الجرح والتعديل يحيى بن سعيد القطان حيث قال عن أبي حنيفة: إنه من أعلم الأمة بما جاء عن الله ورسوله.
وأثنى على أبي حنيفة الإمام الكبير أبو جعفر الطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية الكبيرة المشهورة المعروفة فقال أبو جعفر: أبو حنيفة الإمام الأعظم: ثقة ثبت فقيه مشهور.
وأثنى عليه الإمام الذهبي في موضع آخر، وحكم له كثير من الحفاظ بأنه من خيار التابعين.