الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وعلى كل من اقتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين أما بعد: فهكذا أنفذ الصديق رضي الله عنه جيش أسامة الذي كان له أثر بليغ في قلوب هؤلاء المرتدين في أطراف الجزيرة العربية الذين قالوا: لو كانت المدينة بهذا الضعف الذي سمعنا ما خرج هذا الجيش الجرار لهذه المعركة الضارية، لمناطحة قوة الروم العاتية، وكانت هذه بركة من بركات أبي بكر رضي الله عنه، ووئدت نار فتنة المرتدين ومدعي النبوة وقد ظهر طليحة وظهرت سجاح مسيلمة وكل قد ادعى النبوة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم.