وَجرى خلفاء بنى أُميَّة بالأندلس فِي أول أَمرهم على قَاعِدَة خلافتهم الأولى من عدم التلقيب من لدن أَوَّلهمْ عبد الرَّحْمَن الدَّاخِل إِلَى أَن ولى مِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بالمقتول وَهُوَ الثَّالِث عشر من خلفائهم بالأندلس فتلقب بالناصر بعد أَن مضى فِي خِلَافَته تسع وَعِشْرُونَ سنة وَتَبعهُ من بعده مِنْهُم على ذَلِك إِلَى أَن ولى عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن النَّاصِر عبد الرَّحْمَن الْمُقدم ذكره فتلقب بالمرتضى بِاللَّه وَهُوَ أول من أضيف فِي لقبه مِنْهُم اسْم الله تَعَالَى مضاهاة لخلفاء بنى الْعَبَّاس فِي ذَلِك وَجرى من بعده من خلفائهم على مثل ذَلِك إِلَى ان كَانَ آخِرهم هِشَام بن مُحَمَّد فتلقب بالمعتد بِاللَّه وبزواله فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبع مائَة انقرضت خلافتهم من الأندلس ثمَّ تَبِعَهُمْ على ذَلِك مُلُوك الطوائف من بنى هود وَغَيرهم فتلقبوا بألقاب الْخُلَفَاء وَكَذَلِكَ الموحدون بِبِلَاد الْمغرب فتلقب إمَامهمْ مُحَمَّد بن تومرت بالمهدى وَتَبعهُ أَتْبَاعه على ذَلِك (٩ أ) فتلقبوا بألقاب الْخُلَفَاء إِلَى أَن كَانَ الْأَمِير مِنْهُم فِي عقب أبي حَفْص