وَغَايَة طلبَهَا وضالة نشدها وَكَانَت قد فوضت الى الديار المصرية خيامها فاستغنت بهَا عَن السوى وحطت بفنائها الأنيق رَحلهَا فَأَلْقَت عصاها وَاسْتقر بهَا النَّوَى وتفيأت ظلالها فجعلتها دَار الامامة وقبة الاسلام (١) فَكَانَ لَهَا بِالْبَيْتِ الحاكمى احمر عُقبى واستأثرت من بقاياه بِخَير أَئِمَّة فجرت أذيالها تيها وماست بأعطافها عجبا ثمَّ لم تزل تحث مطيتها وتعمل رويتها الى أَن أناخت بِفنَاء الامام الْأَعْظَم والخليفة الَّذِي ان كَانَ فِي الزَّمَان مُتَأَخِّرًا فَهُوَ فِي الْحَقِيقَة مقدم وَالسَّيِّد الَّذِي هُوَ من آبَائِهِ الْخُلَفَاء الرَّاشِدين خير خلف فَمن ولد المستكفى الْأَكفاء وَمن عقب الْحَاكِم الأحكم الامام المعتضد بِاللَّه أبي الْفَتْح دَاوُد أَمِير الْمُؤمنِينَ بن الامام المتَوَكل (٢) على الله أبي عبد الله مُحَمَّد بن الامام المعتضد بِاللَّه أبي الْفَتْح أبي بكر أيد الله تَعَالَى بِهِ الدّين وأعز بأعلامه المنصورة عِصَابَة الْمُسلمين فأنست مآثره المعتضدية مَا عرف