للمعتضد الأول من المآثر وأربت على الْأَوَائِل مناقبه الجليلة حَتَّى قيل كم ترك الأول للْآخر وأشعرت بِالْفَتْح كنيته الشَّرِيفَة فخفقت بالنصر راياته السود وآذنت بِالْفَضْلِ خِلَافَته المعظمة وَلَا يُنكر فضل الْخلَافَة لداود
أَحْبَبْت أَن أخدم خزائنته الْعَالِيَة بتأليف فِي معالم الْخلَافَة يشْتَمل على دقائق حقائقها ويتكفل بِذكر لوازمها المستظرفة ولواحقها محليا لَهُ من جَوَاهِر المناقب المعتضدية بِمَا يَعْلُو بِهِ قدره وتغلو بِهِ قِيمَته ويرتفع بِهِ ذكره ليسير هَذَا التَّأْلِيف (٣ أ) بانتسابه اليه فِي الْآفَاق سير الْمثل ويخلد بِذكر مناقبه الشَّرِيفَة ذكره على مر الدهور وتعاقب الدول وسميته ((مآثر الانافة فِي معالم الْخلَافَة)) اذ لم أكن من قبيل هَذَا الشَّأْن وَلَا من فرسَان هَذَا الميدان بل أَمِير الْمُؤمنِينَ أمتع الله الْوُجُود بِوُجُودِهِ بذلك أدرى وبمعرفته أَجْدَر وَأَحْرَى فَكنت فِي ذَلِك كناقل التَّمْر الى