المصرية بِنْتا من أَقَاربه فَزَوجهُ إِيَّاهَا وَبعث بهَا إِلَيْهِ إِلَى الديار المصرية ووصلت إِلَى دمياط وحملت فِي النّيل إِلَى سَاحل بولاق فَحملت على عجلة من عجلات بِلَاد التّرْك إِلَى القلعة وَعقد عَلَيْهَا النَّاصِر وَدخل عَلَيْهَا واتصلت الْمَوَدَّة بَينه وَبَين الْملك النَّاصِر وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المستكفى
وَكَانَت تونس وَمَا مَعهَا من إفريقية بيد أَبى عصيدة مُحَمَّد وبجاية وقسنطينة من الغرب الْأَوْسَط بيد أَبى الْبَقَاء خَالِد بن أَبى زَكَرِيَّا بن أَبى إِسْحَاق فَمَاتَ أَبُو عصيدة فِي ربيع الآخر سنة ستع وَسبع مائَة وَلم يخلف ابْنا فَبَايع أهل تونس من بعده أَبَا بكر بن عبد الرَّحْمَن بن أَبى بكر بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن الشَّيْخ أَبى حَفْص فزحف أَبُو الْبَقَاء خَالِد صَاحب بجاية على أَبى بكر بن عبد الرَّحْمَن صَاحب تونس فَقبض عَلَيْهِ واعتقله ثمَّ قَتله بعد ذَلِك فَعرف بأبى بكر الشَّهِيد واستقل السُّلْطَان أَبُو الْبَقَاء خَالِد بِملك تونس وبجاية وَمَا مَعَهُمَا وتلقب النَّاصِر لدين الله وَكَانَ