والغناء من الرِّجَال وَأَن يضم إِلَيْهِم كل من خف ركابه فأسرع عِنْد الصَّرِيخ جَوَابه مُرَتبا لَهُم فِي المسالح وسادا بهم ثغر المسالك وَأَن يوصيهم بالتيقظ ويأخذهم بالتحفظ ويزيح عللهم فِي علوفة خيلهم والمقرر من أَزْوَادهم وميرهم حَتَّى لَا يثقل لَهُم على الْبِلَاد وَطْأَة ويدعوهم إِلَى تحيفهم وثلمهم حَاجَة أَن يحوطوا السابلة بادئة وعائدة ويتداركوا القوافل صادرة وواردة ويحرسوا الطّرق لَيْلًا وَنَهَارًا ويتقصوها رواحا وإبكارا وينصبوا لأهل الْعَبَث الأرصاد ويتمكنوا لَهُم بِكُل وَاد ويتفرقوا عَلَيْهِم حَيْثُ يكون التَّفَرُّق مضيقا لفضائهم ومؤديا إِلَى انفضاضهم ويجتمعوا حَيْثُ يكون الِاجْتِمَاع مطفئا لحجرتهم وصادعا لمروتهم وَلَا يخلوا هَذِه السبل من حماة لَهَا وسيارة فِيهَا يَتَرَدَّدُونَ فِي جواديها ويتعسفون فِي عواديها حَتَّى تكون الدِّمَاء محقونة وَالْأَمْوَال مصونة والفتن محسومة والغارات مَأْمُونَة وَمن حصل فِي أَيْديهم من لص خاتل وصعلوك خارب ومخيف لسبيل ومنتهك لحريم امتثل فِيهِ أَمر أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُوَافق لقَوْل الله عز وَجل {إِنَّمَا جَزَاء الَّذين يُحَاربُونَ الله وَرَسُوله ويسعون فِي الأَرْض فَسَادًا أَن يقتلُوا أَو يصلبوا أَو تقطع أَيْديهم وأرجلهم من خلاف أَو ينفوا من الأَرْض ذَلِك لَهُم خزي فِي الدُّنْيَا وَلَهُم فِي الْآخِرَة عَذَاب عَظِيم}
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute