للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنّه سالمٌ يقومُ بنفسه. ويوجد فيه مذاهبُ الأفعالِ جميعاً. والنُّعوتُ منها تَخرج مَخرَجاً واحداً إلا الشاذّ، مثل قولهم: حرص حِرصاً فهو حريص، وشاب فهو أشْيَب. وأبنيةُ المصادر فيها مُحتتنةٌ إلا في عدَّة مبانٍ منها: الفَعَل: يفردُ به المضمومُ العينِ، إلا الجلب، فإنه جاءَ مفتوحَ الحشو للاشتراك؛ والغلبُ، وهو قول الله عزَّ وجلَّ: (وهُمْ من بَعْد غَلبهم سيغلبون) . وهذا يُحتمل أنْ يكون فعلة، فحُذفَت الهاءُ عند الإضافة، قالها الفرّاءُ، وأنشدَ قولَ الشّاعرِ:

إنَّ الخليطَ أَجدّوا البَيْن فانجردوا ... وأَخْلفوك عِدَ الأمْرِ الذي وعدوا

والسَّرَق: لغة قليلة في السَّرِق. وهو قليل وإن جاءَ جدّاً. ومنها الفعيل؛ يفرد به المكسورُ، إلا الذَّميل، فإنه جاءَ بالياءِ، وذلك للاشتراك، والخبيبُ وذلك للُّزوم.

ومما يفردُ به بابُ الضَّمِّ والفتح: الفعالية مثل: العلانية والطَّبانية. وفي باب الكسر المفعِلة مثل: المعرفة والمغفرة. وفيه أيضاً في المعتل منه: الهُدى والسُّرى. وهذا البناء قليل، وذلك أنه من أبنية الجمع. والدّليل على صحة هذا القول أنّ بعض العرب يؤنِّثهما على توهُّم أنهما جمع هدية وسرية. وفيه أيضاً الفِعَل، مثل: قراه قرىً، وقلاه، قلى. وقد جاءَ على فعلة، مثل: غلبهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>