للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجذامي إلى ابن الزبير بمكة، وأعلنت حمص ولاءها للأمويين بعد أن قتلَ أهلُ حمص النعمانَ بن بشير، ثم هرب أمير قنسرين والثغور فتحولت الولاية إلى طاعة مروان، وعادت الشام قوة متماسكة تحت راية الأمويين.

ثم وجَّه مروان جيشاً بقيادة عبيد الله بن زياد إلى العراق لينتزعها من رجال ابن الزبير والذي لم يصل لوجهته إلا ومروان قد مات، وأعد مروان جيشاً آخر قاده بنفسه إلى مصر ليستعيدها، وخلَّف ابنه عبد الملك على دمشق، ونجح بعد اشتباك محدود في خداع عبد الرحمن بن جحدم إذ احتفظ به والياً عليها فاستسلم له، وعندئذ عزله وولى أخاه عبد العزيز مكانه.

ورجع مروان إلى دمشق فلما دنا منه بلغه أن ابن الزبير قد بعث إليه أخاه مصعباً في جيش فأرسل إليه مروان عمرو بن سعيد قبل أن يدخل الشام فقاتله فانهزم مصعب وأصحابه.

مات بالطاعون بعد ذلك في رمضان سنة ٦٥ هـ وقيل بل قتلته زوجته، وكانت خلافته تسعة أشهر وكان قد عهد بالخلافة من بعده لابنه عبد الملك (١).

[حكم خلافة مروان بن الحكم]

قال السيوطي: والأصح ما قاله الذهبي إن مروان لا يعد في أمراء المؤمنين بل هو باغ خارج على ابن الزبير، ولا عهدُه إلى ابنه بصحيح وإنما صحَّت خلافة عبد الملك من حين قتل ابن الزبير (٢)، واعتبره ابن خلدون من ملوك المسلمين الشرعيين (٣).


(١) الكامل لابن الأثير: ٢/ ٢٠٠ وما بعدها. مجمع الزوائد: ٧/ ٢٥٢ وما بعدها باب فيما كان من أمر ابن الزبير ويزيد بن معاوية واستخلاف أبيه له. أشعة الكوكب في حياة الخليفة ابن الزبير وأخيه المصعب لمحمد عبد الحميد مرداد: ص ٣٨. مآثر الإنافة للقلقشندي: ١/ ١٢٦. وانظر الخلافة والدولة لحلمي: ص ١١٠. ويرفض الدكتور ضياء الدين الريس في كتابه عبد الملك بن مروان والدولة الأموية: ص ٥٠ أن تكون زوجة مروان قد قتلته.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص ٢١١، ٢١٢، و: ص ٥١٧ وما بعدها في قصيدة ذكر فيها أسماء الخلفاء إلى المعتضد واستثنى فيها مروان بن الحكم. وانظر: طبقات ابن سعد: ٥/ ٤٠، ٤١.
(٣) مقدمة ابن خلدون: ص ٢٠٦.

<<  <   >  >>