للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصلح على الحسن - رضي الله عنه - وبعث إليه عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز للمفاوضة معه، فقبل الحسن - رضي الله عنه - الصلح واشترط شروطاً تعهد له بها هذان الرجلان، ووافق معاوية عليها فيما بعد.

وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما ميالاً للصلح بين الناس فبعد رفض معاوية بيعةَ أبيه علي - رضي الله عنه - حتى يقتص من قتلة عثمان - رضي الله عنه -، دخل الحسن بن علي رضي الله عنهما على أبيه ودعاه إلى القعود وترك قتال معاوية - رضي الله عنه - (١).

وقد كان معاوية - رضي الله عنه - يعلم أن الحسن - رضي الله عنه - أكرهُ الناسِ للفتنة فلما توفي علي - رضي الله عنه - بعث إلى الحسن - رضي الله عنه - فأصلح ما بينه وبينه سراً وأعطاه معاوية - رضي الله عنه - عهداً إن حدث به حَدَثٌ والحسن حي ليسمينَّه وليجعلنَّ الأمر إليه فلما توثق منه سلَّم له وبايعه (٢).

ولعل ما ذكره الطبري من أن الحسن - رضي الله عنه - راسل معاوية - رضي الله عنه - بالصلح بعد الحادثة التي حصلت في جيشه عند سريان الشائعات بمقتل قيس بن سعد - رضي الله عنه - قائد مقدمة جيشه، وقيام الغوغاء بمهاجمته ونهب سرادقه، أقول لعل مراسلته لمعاوية - رضي الله عنه - كانت بعد عرض معاوية - رضي الله عنه - الصلح عليه أولاً، والله أعلم (٣).

[شروط الصلح]

اشترط الحسن - رضي الله عنه - على معاوية - رضي الله عنه - عدداً من الشروط وهي:

١) أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وبسيرة الخلفاء الصالحين (٤).


(١) تاريخ الطبري: ٣/ ٤.
(٢) سير أعلام النبلاء للذهبي: ٣/ ٢٦٤.
(٣) انظر تاريخ الطبري: ٣/ ١٦٥.
(٤) فتح الباري لابن حجر: ١٣/ ٦٣. المدائني فيما رواه عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج: ٤/ ٨. وانظر البداية والنهاية لابن كثير: ٨/ ١٨ - ١٩ حاشية (٣) لمحقق الكتاب.

<<  <   >  >>