للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - اصطدام الداعين إلى القومية العربية بحركة الاتحاد والترقي في تركيا، والتي كانت تسعى إلى فرض سياسة التتريك على الولايات العثمانية، ومنها الولايات العربية.

٢ - استقطاب الاستعمار الأوربي لقيادات القومية العربية، فعلى سبيل المثال: تعاون الإنجليز مع جمعية اللامركزية، ووفروا لأصحابها مقرّاً دائماً بالقاهرة بعيداً عن مطاردة السلطة العثمانية (١). وكان تأييد إنجلترا لهذه الجمعية مقابل عدم تدخلها في السياسة البريطانية في الشرق الأوسط، وعدم اعتراضها على الاحتلال الإنجليزي للأقطار العربية.

٣ - تنافس زعماء التيار القومي على الظفر بمكاسب شخصية اجتماعية وسياسية، مثل عبد الحميد الزهراوي زعيم مؤتمر باريس الذي اختير عضواً في مجلس الشيوخ العثماني، مقابل التنازل عن فكرة القومية العربية (٢).

[ظهور فكرة الجامعة العربية]

نتيجة لجملة من المتغيرات السياسية والاقتصادية التي نزلت بالعالم العربي منذ بداية العقد الثالث من القرن العشرين، مثل: تنامي أعداد المُهاجرين اليهود إلى فلسطين، ونشوب الحرب العالمية الثانية التي نالت من أمن المجتمعات العربية، وألحقت أعظم الضرر بأنظمتها الاقتصادية في ظل خضوع معظم الأقطار العربية للاحتلال الإنجليزي أو الفرنسي أو الإيطالي، أقول: نتيجة لهذه المُتغيرات اتجه العرب إلى التفكير في إيجاد نوع من الوحدة تمكنهم من التحرر من براثن الاحتلال، وحماية فلسطين من الوقوع في أيدي اليهود.

وقد أيَّدت إنجلترا فكرة إنشاء جامعة للدول العربية، لأنها كانت تطمع في أن


(١) جمعية اللامركزية: جمعيةٌ تكونت في عام ١٩١٢ م بالقاهرة، وكانت تدعو إلى قيام حكم لا مركزي للولايات العربية داخل الدولة العثمانية، وكان لها مجلسُ إدارةٍ مكونٌ من عشرين عضواً، وهيئة تنفيذية مكونة من ستة أعضاء، وكانت تتمتع بالحماية الإنجليزية، مقابل تعهدها بعدم التدخل في السياسة البريطانية في الشرق العربي. انظر: الغزوة الاستعمارية للعالم العربي لعبد العظيم رمضان: ص ٢٣٧. بين الجامعة الدينية والجامعة الوطنية لطارق البشري: ص ٢٠.
(٢) الغزوة الاستعمارية للعالم العربي للدكتور عبد العظيم رمضان: ص ٢٣٩.

<<  <   >  >>