للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المؤتمر عن إنشاء المنظمة، وتم إعلان اللغات المعتمدة بها؛ وهي العربية والإنجليزية والفرنسية، كما تم تعيين أمين عام للمنظمة (١).

وقد حدثت خلافات حول اسم المنظمة، فإطلاق لفظ المؤتمر عليها يجعلها أشبه بعمل مؤقت، حيث إن المؤتمرات تكون غالباً من أجل عقد اتفاقية أو معاهدة، أو إصدار مجموعة من القرارات، أما إطلاق لفظ المنظمة فمعناه هيئة مكونة نتيجة رغبات مجموعة من الدول للقيام بأعمال ذات اهتمام مشترك (٢).

[جذور منظمة المؤتمر الإسلامي]

نتيجة لتنامي المد القومي الذي ساد العالم العربي في فترة الستينيات، تبنى الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - وكان آنذاك وليّاً للعهد، فكرة عقد مؤتمر إسلامي في مدينة مكة المكرمة في موسم الحج سنة ١٣٨١هـ- ١٩٦٢ م، حضره مجموعة من مندوبي الدول، كما حضره مندوبون غير حكوميين، وقد أسفر هذا المؤتمر عن تأسيس رابطة العالم الإسلامي، ولذلك تعد فكرة الرابطة الإسلامية التي نشأت برعاية الملك فيصل - رحمه الله - هي الأصل لفكرة منظمة المؤتمر الإسلامي، ولم يكتفِ الملك فيصل بذلك، بل دعا لإنشاء تكتل سياسي إسلامي في مواجهة المد الشيوعي والخطر الصهيوني، الذي كان يهدد العالم الإسلامي في ذلك الوقت (٣).

[ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي]

يتألف ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي من ديباجة وأربع عشرة مادة، وتبدأ الديباجة بإعلان المجتمعين - وهم وزراء خارجية ثلاثين دولة إسلامية - اقتناعهم بأن عقيدتهم المشتركة تشكل عاملاً قويّاً لتقارب الشعوب الإسلامية، ويقررون الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية والاجتماعية الموجودة في الإسلام، كما أنهم يؤكدون تمسكهم بميثاق الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان، ويجمعون على توثيق أواصر


(١) كان أول أمين عام للمنظمة هو السيد: قنكو عبد الرحمن بوقرا الحاج، من دولة ماليزيا.
(٢) القانون الدولي العام لعلي صادق أبو هيف: ص ٥٩٥. الأصول العامة للمنظمات الدولية لعبد العزيز سرحان: ص ٢٥.
(٣) السياسة الخارجية للدول العربية لعلي الدين هلال وآخرون: ص ٥٤١.

<<  <   >  >>