للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول: معنى الخلافة الكاملة والخلافة الناقصة]

إنَّ قولَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة» (١)، وقولَه - صلى الله عليه وسلم -: ... «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين» (٢) مع قوله لمعاوية (٣) - رضي الله عنه -: «إن ملكت فأحسن» (٤) هو الذي وضع الحد الفاصل بين الخلافة الكاملة والخلافة الناقصة.


(١) قال ابن كثير في البداية والنهاية ٣/ ٢٦٦ و ٥/ ٣٢٧ و ٦/ ٢٢٠، والبيهقي في الاعتقاد ١/ ٣٣٤، وفي شرح العقيدة الطحاوية ٢/ ٦٩٨: كانت خلافة أبي بكر - رضي الله عنه - سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال، وكانت خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام، وخلافة عثمان اثنتا عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً، وكانت خلافة علي بن أبي طالب خمس سنين إلا شهرين، وتكمل الثلاثون بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما نحواً من ستة أشهر. وقد سبق تخريج الحديث في ص (٢٠) حاشية (٤).
(٢) الحديث أخرجه عن العرباض بن سارية: الترمذي في سننه: ٥/ ٤٤ كتاب العلم عن رسول الله، باب ما جاء في الأخذ بالسنة رقمِ (٢٦٧٦) وقال: حديث حسن صحيح، ونقل المنذري تصحيح الترمذي وأقرَّه. وأبو داود في سننه: ٤/ ٢٠٠ كتاب السنة، باب في لزوم السنة رقم (٤٦٠٧). وابن ماجه في سننه: ١/ ١٥ كتاب المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين رقم (٤٢) وسكت عنه أبو داود. وأحمد في مسنده: ٢٨/ ٣٧٣ وما بعدها عن العرباض بن سارية رقم (١٧١٤٢) و (١٧١٤٤) و (١٧١٤٥) وكلها قال عنها محقق الكتاب: حديث صحيح. والدارمي في سننه: ١/ ٥٧ كتاب المقدمة، باب اتباع السنة رقم (٩٥). والحاكم في المستدرك: ١/ ١٧٤ وما بعدها رقم (٣٢٩) وقال: حديث صحيح، ورقم (٣٣٠) وقال: حديث صحيح على شرطهما، ورقم (٣٣١) و (٣٣٢) و (٣٣٣). وأبو نعيم الأصبهاني في المسند المستخرج على صحيح مسلم: ١/ ٣٥ رقم (١) ورقم (٢) وقال: هذا حديث جيد من صحيح حديث الشاميين ورقم (٣) و (٤). والهيثمي في موارد الظمآن: ص ٥٦ رقم (١٠٢). والبيهقي في السنن الكبرى: ١٠/ ١١٤ كتاب آداب القاضي، باب ما يقضي به القاضي، بدون رقم. وابن حبان في صحيحه: ١/ ١٧٩ باب الاعتصام بالسنة، ذكر وصف الفرقة الناجية رقم (٥). والمعجم الأوسط للطبراني: ١/ ٢٨ رقم (٦٦) كلها عن العرباض بن سارية. وقال عن هذا الحديث الشوكاني في السيل الجرار ٤/ ٥٠٥: حديث صحيح.
(٣) انظر ترجمة معاوية - رضي الله عنهم - في فهرس التراجم: رقم (١٠٨).
(٤) رواه البيهقي في دلائل النبوة: ٦/ ٤٤٦ وقال: إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ضعيف إلا أن للحديث شواهد. وانظر البداية والنهاية لابن كثير: ٦/ ٢٤٦ و: ٨/ ٢٢ و: ٨/ ١٣٢ حيث ذكر رواية الإمام أحمد وذكر قول البيهقي في إسماعيل. ولفظ الرواية عند أحمد هو: «أن معاوية أخذ الإداوة بعد أبي هريرة فتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها وكان أبو هريرة قد اشتكى فبينما هو يوضئ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ رفع رأسه إليه مرة أو مرتين وهو يتوضأ فقال: «يا معاوية إن وليت أمراً فاتق الله واعدل» قال معاوية: فما زلت أظن أني سأبتلى بعمل لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ابتليت. وقال ابن كثير: «تفرد به أحمد». وليس كذلك كما سيأتي. وهو مروي عند ابن أبي شيبة في مصنفه: ٦/ ٢٠٧ رقم (٣٠٧١٥) عن معاوية - رضي الله عنه -. وأحمد في مسنده: ٢٨/ ١٢٩ رقم (١٦٩٣٣) عن معاوية قال محقق الكتاب: «رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن جد عمرو بن يحيى - وهو سعيد بن عمرو بن العاص - لم يتبين لنا سماعه من معاوية، فقد ذكر البخاري في تاريخه الكبير ٣/ ٤٩٦ سماعه من عائشة وابن عمر وأبي هريرة فحسب وضعفه الذهبي». قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٥/ ١٨٦ باب إمرة معاوية: «رواه أحمد = = وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح». ورواه أبو يعلى في مسنده: ١٣/ ٣٧٠ رقم (٧٣٨٠) عن سعيد عن معاوية فوصله، لكن في إسناده - كما قال محقق كتاب مسند أحمد - سويد بن سعيد وهو ضعيف. بينما قال الهيثمي في الموضع المذكور آنفاً: «رجاله رجال الصحيح» فالله أعلم. ورواه الطبراني في المعجم الكبير: ١٩/ ٣٦١ رقم (٨٥٠) عن عبد الملك بن عمير. وقال الهيثمي في نفس الموضع: «إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر وهو ضعيف وقد وثق». وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: ٣/ ١٣١ عن عبد الملك بن عمير وقال: ابن مهاجر ضعيف، والخبر مرسل. وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٨/ ١٣٢: رواه أبو بكر بن أبي الدنيا عن أبي اسحق الهمذاني سعيد بن زنبور بن ثابت عن عمرو بن يحيى بن سعيد. ورواه ابن منده من حديث بشر بن الحكم عن عمرو بن يحيى به. وانظر كنز العمال: ١١/ ٧٤٩.

<<  <   >  >>