للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشام، لعل أهمها حلب التي خرجت من حوزتهم سنة ٤١٥ هـ (١).

وفي عهد الخليفة الظاهر «٤١١ - ٤٢٧ هـ» تحسنت العلاقات الفاطمية البيزنطية، وكان هدف الظاهر من تقوية صلته بالإمبراطور البيزنطي التفرغ لمواجهة العباسيين ثمَّ السلاجقة (٢)؛ وقد وقعت هدنة بين الفاطميين والبيزنطيين سنة ٤١٨ هـ (٣)، واتفاقية أخرى سنة ٤٢٧ هـ لمدة عشر سنوات، جددت سنة ٤٣٩ هـ (٤).

[موقف العباسيين من الأطماع الفاطمية]

ورغم ضعف الخلافة العباسية ووقوع خلفائها تحت الهيمنة السياسية للبويهيين الشيعة، والتهديد الفاطمي لها في مصر وجنوب الشام، فإن العباسيين جعلوا يناوئون الفاطميين ويتربصون بهم، ويشوهون صورتهم منذ مطلع القرن الخامس الهجري، ولا سيما بعد ظهور السلاجقة السُّنة على مسرح الأحداث السياسية للمشرق الإسلامي ونجاحهم في غضون سنوات قليلة من بناء إمبراطورية سُّنية قوية كانت خير سند للخلافة العباسية في صراعها ضد الفاطميين الشيعة.

وكانت بداية الهجوم العباسي السُّني على الفاطميين الشيعة يتمثل في ذلك ... «المحضر» الذي صدر في بغداد سنة ٤٠٢ هـ يقدح في نسب الفاطميين ويطعن في اتصالهم بآل البيت، وقد وقع عليه كبار العلماء والقضاة والفقهاء في بغداد (٥)، وفي سنة ٤٤٤ هـ صدر ببغداد «محضر» آخر يتضمن ما تضمنه المحضر السابق من طعن في نسب الفاطميين (٦).

وقد سعى العباسيون - بمساعدة السلاجقة - إلى تضييق الخناق على الفاطميين لإضعاف دولتهم تمهيداً لإسقاطها، وبالفعل استجاب حاكم إفريقية المعز بن باديس الزيري لتحريض العباسيين، فقطع الخطبة للفاطميين وأقامها للعباسيين


(١) اتعاظ الحنفا: ٢/ ١٤٧. ٢/ ١٥٢.
(٢) الدولة الفاطمية للدكتور أيمن سيد: ص ١٨٦.
(٣) اتعاظ الحنفا المقريزي: ٢/ ١٧٦.
(٤) اتعاظ الحنفا المقريزي: ٢/ ١٨٢.
(٥) الكامل لابن الأثير: ٨/ ٧٣. تاريخ ابن خلدون: ٤/ ٣١. اتعاظ الحنفا للمقريزي: ١/ ٣١ وما بعدها.
(٦) اتعاظ الحنفا للمقريزي: ٢/ ٢٢٣.

<<  <   >  >>