كتاب تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

أولا: حكم تعدد الخلفاء بالنظر إلى المكان - القسم الثالث: حكم تعدد الخلفاء في البلدان البعيدة - ص: 194

من بلد الإمام الميت قبله (١).

وأجاز بعض الزيدية تعدد الأئمة في بلدين (٢).

[القسم الثالث: حكم تعدد الخلفاء في البلدان البعيدة]

لا يختلف حكم تعدد الخلفاء هنا عن حكم التعدد في البلدان القريبة عند جمهور أهل السنة من المتكلمين (٣)، والحنفية (٤) وأكثر المالكية (٥) والشافعية (٦) والحنابلة (٧)، والظاهرية (٨) والإباضية (٩) والمعتزلة (١٠).

إلا أنه أجاز بعض المتكلمين من أهل السنة تعدد الخلفاء في الأماكن البعيدة للضرورة كالإسفراييني (١١)، والبغدادي (١٢) وأبي الحسن الأشعري (١٣)، والإيجي والجرجاني والفناري (١٤)، وظاهر كلام الجويني في كتابه (الإرشاد) (١٥)، والحقيقة أن

---

(١) الفصل في الملل لابن حزم: ٤/ ١٣٠.
(٢) الملل والنحل للشهرستاني: ١/ ١٥٥، ١٦٢. منار الهدى لعلي البحراني: ص ٢٠.
(٣) أصول الدين للبغدادي: ص ٢٧٤. المعتمد في أصول الدين للفرَّاء: ص ٢٤٨.
(٤) البحر الرائق لابن نجيم: ٦/ ٢٩٩.
(٥) حاشية الدسوقي: ٤/ ١٣٤ - ١٣٥.
(٦) روضة الطالبين للنووي: ١٠/ ٤٧ كتاب الإمامة وقتال البغاة. أسنى المطالب للأنصاري: ٤/ ١١٠. الرسالة للشافعي: ص ٤١٩. أدب الدنيا والدين للماوردي: ص ١٣٦.
(٧) الأحكام السلطانية للفرَّاء: ص ٢٥.
(٨) المحلى لابن حزم: ٩/ ٣٦٠ مسألة (١٧٧١).
(٩) شرح كتاب النيل لأطفيش: مج ١٤/ج ١ ص ٣٣٥ - ٣٣٦، ٣٦٩، ٣٧٠.
(١٠) الجوابات واستحقاق الإمامة للجاحظ: ٤/ ٣٠٣، ٣٠٦. البحر الزَّخَّار لابن المرتضى: ٥/ ٣٨٦. الموسوعة الفقهية: ٦/ ٢٢٦.
(١١) أصول الدين للبغدادي: ص ٢٧٤. غياث الأمم للجويني: ص ٢٨. مآثر الإنافة للقلقشندي: ١/ ٤٦ - ٤٧. صبح الأعشى للقلشندي: ٩/ ٢٨٧. تفسير القرطبي: ١/ ٢٧٣. الأحكام السلطانية للماوردي: ص ١٠. روضة الطالبين للنووي: ١/ ٤٧ كتاب الإمامة وقتال البغاة، وقال النووي: الصحيح الذي عليه الجمهور هو عدم الجواز. وانظر ترجمة الإسفراييني في فهرس التراجم: رقم (٢٨).
(١٢) الفَرْق بين الفِرَق للبغدادي: ص ٣٤١. أصول الدين للبغدادي: ص ٢٧٤.
(١٣) كما قال الجويني في غياث الأمم: ص ٢٨.
(١٤) المواقف للإيجي: ٣/ ٥٩١. شرح المواقف للجرجاني: ٨/ ٣٥٣. حاشية الفناري على شرح المواقف للجرجاني: ٨/ ٣٥٣.
(١٥) الإرشاد للجويني: ص ٤٢٥. وقال النووي عن رأي الجويني: هو قول فاسد. انظر: شرح النووي على صحيح مسلم: ١٢/ ٢٣١ - ٢٣٢. تفسير القرطبي: ١/ ٢٧٣.