للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى شرعية تستند إليها في ثورتها، ومن الثورات الشيعية التي قامت في الأندلس في عهد الأمويين:

[١ - ثورة معلم الصبيان (شقنا) في عهد الداخل]

كانت أول حركة ثورية اتخذت التشيع طابعاً لها في الأندلس هي الثورة التي قام بها سنة ١٥١هـ/٧٦٩ م ضد الداخل من قبل معلم صبيان يدعى شقنا أو (شقيا) بن عبد الواحد المكناسي، حيث ادعى أنه من بيت النبوة وأنه من ولد فاطمة والحسين بن علي، وتسمى بعبد الله بن محمد وعرف بالفاطمي، فعمَّت ثورته منطقة واسعة شملت جميع الهضبة التي تتوسط شبه الجزيرة، ما بين ماردة وقورية غرباً إلى ثغور وادي الحجارة وكونكة شرقاً، واستمرت ما يقرب من عشر سنوات من سنة ١٥١هـ/٧٦٨ م إلى سنة ١٦٠هـ/٧٧٧ م، وقد خرج إليه عبد الرحمن بن معاوية (الداخل) من قرطبة عند بادئ أمره، إلا أن الفاطمي اعتصم بالجبال مع أتباعه متجنباً المواجهة في السهول، وعيَّن عبدُ الرحمن بن الداخل حبيباً بن عبد الملك على طليطلة لمواجهة ثورة الفاطمي، وتكررت محاولاته للقضاء عليه فلم يستطع، وذلك في سنة ١٥٢هـ، وفي سنة ١٥٣هـ، وفي سنة ١٥٤هـ، ثم قام في سنة ١٦٠هـ بحملة قوية قام على إثرها اثنان من أتباع شقنا باغتياله، وكانت هذه الثورة أول حركة لإقامة دولة شيعية في المغرب والأندلس، إذ سبقت قيام دولة الأدارسة بنحو عشرين سنة (١).

[٢ - ثورة الحسين بن يحيى والي سرقسطة]

من الثورات الشيعية التي واجهها الداخل ثورة الحسين بن يحيى بن سعيد بن عبادة الخزرجي والي سرقسطة سنة ١٥٧ هـ، وقد عرفت أسرة الحسين بوقوفها


(١) حول هذه الثورة انظر: البيان المغرب لابن عذاري: ٢/ ٥٣ - ٥٥. أخبار مجموعة: ص ١٠٧ - ١١١. الكامل لابن الأثير: ٥/ ٦٠٥ - ٦٠٦، ٦/ ٩ - ٤٩. تاريخ ابن خلدون: ٤/ ١٥٧. نفح الطيب: ٣/ ٥٤. دولة الإسلام في الأندلس لعنان: ١/ ١٦٤، ١٦٧. نهاية الأرب للنويري: ٢٣/ ٣٤٣ - ٣٤٤. معجم البلدان: ١/ ٤٢٥. وانظر: التشيع في الأندلس لمكي: ص ٩٨. الأثر السياسي والحضاري للوزان: ص ٢١٥، ٢١٩. العرب ودورهم السياسي والحضاري لإلهام الدجاني: ص ١٨٧. العلاقات السياسية والثقافية لسالم الخلف: ص ٣١٠.

<<  <   >  >>