فينبغي على العقلاء وأهل الشهامة من العلماء في مختلف المجالات ومن السياسيين والإعلاميين ومن له التأثير في مجتمعه في كل بلد، أن يتولوا زمام المبادرة لتحقيق الوحدة الإسلامية، فيبدؤوا بدراسة الواقع الخاص ببلدهم، لمعرفة أفضل الطرق الموصلة إلى هذا الهدف، فهم الأدرى بدقائق أوضاع بلادهم من غيرهم، مع ضرورة التعاون والتنسيق بينهم، ولابد لتحقيق الوحدة من:
١ - دراسة التركيبة الاجتماعية لكل دولة من الدول الإسلامية لمعرفة:
أ) من هم المخاطَبون وما طبيعتهم وما أفكارهم: ويأتي هنا معرفة العقبات الاجتماعية المتأصلة في طبقات المجتمع المسلم، ومطالبتها بالعودة إلى النبع الأصيل لشريعتنا السمحة، كالعودة إلى التكافل الاقتصادي بين أفراد المجتمع في البلد الإسلامي الواحد أو بين الدول الإسلامية المختلفة، ونبذ الأنانية الفردية بين أفراد المجتمع الواحد، أو بين مجتمعات إسلامية مختلفة، متجاورة أو غير متجاورة، ومن ثم توعية المسلمين أن الدعوات التي تُنشر بينهم والتي تفرقهم، أو تصنفهم تصنيفات متعددة، وتعمق التباعد بينهم، ليست من ديننا في شيء، وهي دعوات متهمة وراءها قوى معادية الإسلام ومتسترة وراء واجهات مختلفة.
كما يأتي في إطار العودة بالمسلمين إلى الوحدة الاجتماعية كلُ جهد يبذله العلماء في الدعوة إلى إحياء الإسلام في قلوب الناس، لأنه هو الأساس في أي تقارب اجتماعي فهو الذي يصهر الناس ببوتقة واحدة، فعوامل الوحدة مبثوثة في تعاليم الإسلام المختلفة، ولا حاجة للتدليل على هذا فهو أكثر من أن يحصى بدءً من العقيدة الواحدة، والتاريخ المشترك، وانتهاء بالعبادات المختلفة التي توحد المسلمين.
ب) ومن هي الفئات التي تعادي مشروع الوحدة (١)، ولماذا يمكن أن تعاديه،
(١) مما يعتبر مفاجأة من العيار الثقيل في هذا المجال، أن أعداء الأمة استطاعوا الوصول إلى بعض رموز الأمة الدينية، ليعملوا على توجيه الشعوب بما يخدم مصلحتهم، ولهم بهذا برامج حية لمعرفة واستكشاف المستعدِّين للقيام بهذا الدور، وزرعهم في مراكز القرار الديني. وهذا الأمر شديد الحساسية قد يؤدي إلى فقدان الناس الثقة بأشرف طبقة اجتماعية على الإطلاق وهم العلماء، والذين من المفترض أن يوجهوا الناس إلى طريق الخلاص، ولكني اعتقد أن الناس عندها القدرة على اكتشاف هؤلاء وتجنبهم، والله سبحانه يأبى أن يترك هؤلاء دون أن يفضحهم.