- وأيضاً ما ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أراد أن يحكم بين قريش في وضع الحجر دخل من باب بني شيبة.
وحديث البيهقي نسبه بعضهم خطأ إلى مسلم وهو في البيهقي وليس في مسلم: يعني دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - من باب بني شيبة، وهذا الباب لا وجود له الآن بعد العمارة الحديثة للحرم لكن اشتهر أن الدخول من باب السلام أن من دخل من باب السلام ثم اتجه إلى الكعبة فإنه سيمر من باب بني شيبة وإلا فإن الباب نفسه لم يعد موجوداً الآن.
- قال - رحمه الله -:
فإذا رأى البيت: رفع يديه وقال ما ورد.
يعني: ويستحب عند رؤية البيت أن يرفع الإنسان يديه ويدعو بما ورد.
والدليل على هذا العمل:
- ما رواه ابن جريج - رحمه الله - مرسلاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يصنع ذلك، ومراسيل بن جريج ضعيفة أو ضعيفة جداً لا تصلح للاستدلال.
= القول الثاني: أنه لا يشرع للإنسان أن يصنع ذلك بأن يرفع يديه ويدعو. وإلى هذا ذهب الإمام مالك - رحمه الله -.
واستدل على ذلك:
- بأن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أنكر ذلك وقال: لم يكن يصنعه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وآراء هذا الصحابي الجليل في الحج لها أهمية والسبب في ذلك أنه اعتنى عناية خاصة بحج النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن هنا كان لفتاويه وآرائه ورواياته منزلة كبيرة عند الترجيح في مسائل الحج والعمرة.
- ثم قال - رحمه الله -:
ثم يطوف مضطبعاً.
الاضطباع هو أن يضع وسط الرداء تحت عاتقه الأيمن وطرفيه على عاتقه الأيسر، والاضطباع سنة لثبوته في الأحاديث الصحيحة.
وينبغي أن يعلم أن:
- الاضطباع إنما يسن عند إرادة الطواف لا عند الإحرام، فإذا أوشك أن يبدأ الإنسان بالطواف اضطبع لا من حين يحرم من الميقات.
- الأمر الثاني: أن الإضطباع سنة في طواف القدوم فقط دون غيره من طوافات الحج.
-
ثم قال - رحمه الله -:
يبتدئ: المعتمر بطواف العمرة، والقارن والمفرد للقدوم.
- طواف القدوم: سنة بإجماع أهل العلم لم يختلفوا في أنه سنة مندوب إليها.