للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدرس: (٤٣) من البيع (١)

قال شيخنا حفظه الله:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

كنا توقفنا بالأمس على مسألة إتلاف البهيمة ,والتفريق بين الليل والنهار أليس كذلك؟ إنتهينا من (كالكلب العقور).

- قال - رحمه الله - (وما أتلفت البهيمة من الزرع ليلا ضمن صاحبها وعكسه النهار).

أفاد المؤلف - رحمه الله - أنّ ما تتلفه البهيمة بالليل فإنه يضمن وما تتلفه بالنهار فإنه لايضمن ,وهذا التفريق هو مذهب الحنابلة.

استدلوا على هذا بأدلة. الدليل الأول"ماروي أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى على أهل الأموال بحفظها في النهار ,وعلى أهل المواشي بحفظها في الليل. وهذا الحديث اتفقوا على أنه مرسل. لايصح مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع ذلك فإنّ الإستدلال به صحيح. لأنه يتوافق مع ظاهر القرآن كما سيأتينا. بالإضافة إلى أنّ فقهاء أهل الحديث لاسيما فقهاء أهل الحجاز قبلوا هذا الحديث واستدلوا به وتداولوه وهذا عند أهل العلم يعطي الحديث المرسل قوة. قبول العلماء للحديث يعطي الحديث قوة ,فإذا تأيّد هذا المرسل بأمرين: قبول العلماء له. وتأيّد ظاهر القرآن له. ونتج من ذلك صحة الإستدلال به.


(١) - هذا الدرس قام بكتابته أحد الإخوة - جزاه الله خيراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>