يريد المؤلف أن يبيّن متى ينفع التأويل ومتى لا ينفع التأويل , وقبل أن نبيّن متى ينفع ومتى لا ينفع. ما معنى ينفع؟ معنى ينفع أنه لا يحنث ولا يأثم. أيّ أنه إذا تعاطاه فإنه لا يحنث ولا يأثم. نأتي إلى الصور التي ينفع فيها والصور التي لا ينفع فيها.
ينقسم التأويل إلى ثلاثة أقسام: -
القسم الأول: أن يكون مظلوماً , فإذا كان مظلوماً نفعه التأويل والتعريض بالإجماع بلا مخالف ولله الحمد. وسيذكر المؤلف الأمثلة.
القسم الثاني: إذا فعله وهو ظالم , فإنه لا ينفعه بالإجماع والنص. واستدلوا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (يمينك على ما يصدقك به صاحبك) الحديث عام , لكن حمله الفقهاء على الظالم , واستدلوا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (اليمين على نية المستحلف) الحديث الأول في مسلم والحديث الثاني في السنن فالقسم الأول والثاني أمرهما واضح إذا كان ظالما أو مظلوماً الحكم واضح
القسم الثالث: إذا لم يكن ظالماً ولا مظلوماً فمن الفقهاء وهو المذهب من يرى جواز التأويل والتعريض حتى بالحلف فله أن يحلف متأولاً معرضاً ولو كان في أمر ليس فيه لا ظالم ولا مظلوم. واستدلوا بالعمومات المنقولة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التأويل فإنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل في الغزو قال نحن من ماء
ولما سئل أبو بكر الصديق في الهجرة من هذا الذي معك. قال رجل يهديني الطريق والنبي - صلى الله عليه وسلم - يسمع ولم ينكر. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للأعرابي إنّا حاملوك على ولد الناقة.
وقال للمرأة إنّ العجوز الكبيرة لا تدخل الجنة. فاستعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - مجموعة من التأويلات والتعريضات.
فاستدل بها الحنابلة على الجواز المطلق.
القول الثاني: أنه لا يجوز مطلقاً واستدل هؤلاء بأنه لا حاجة للتعريض مع وجود الظلم فلا يجوز أن نعرض لاسيما في اليمين. وهذا القول هو أضعف الأقوال.