للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

= أكثر ما يمكن أن يتنفل به الإنسان في صلاة الضحى هو ثمان ركعات لأن هذا أكثر ما جاء في السنة. ففي حديث أم هانيء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما فتح مكة دخل بيتها وصلى ثماني ركعات.

= والقول الثاني: أنه لا حد لأكثر صلاة الضحى. لحديث عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي الضحى أربعاً ويزيد ماشاء وهذا حديث صحيح.

وهذا القول الثاني اختيار الطبري وهو الصواب لأنه: لا يوجد دليل يدل على تحديد لأكثر صلاة الضحى.

ثم قال - رحمه الله -:

ووقتها: من خروج وقت النهي إلى قبيل الزوال.

يبدأ وقت صلاة الضحى من خروج وقت النهي وهو يكون: بخروج الشمس وارتفاعها قدر رمح. وينتهي قبيل الزوال أي عندما يقوم قائم الظهيرة.

فيما بين الوقتين: وقت لصلاة الضحى.

والدليل على ذلك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الصلاة فقال - رحمه الله - صل الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس وترتفع فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار ثم صل فإنه الصلاة محظورة مشهودة ثم إذا قام قائم الظهيرة فأقصر فإنها حينئذ تسجر جهنم)

فالحديث وقت الصلاة بالنسبة للصباح فيما بين هذين الوقتين المنهي عن الصلاة فيهما.

وبهذا يكون المؤلف قد بين لنا حكم صلاة الضحى وأقل ركعاتها وأكثرها ووقتها.

لم يذكر المؤلف الوقت الفاضل لصلاة الضحى. وذكر الفقهاء أن وقتها الفاضل إذا اشتد الحر لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال).

ويقصد بالفصال: ولد الناقة الذي انفصل عن أمه حديثاً. أي لم يعد يتعلق بها. فإذا آذت الشمس هذا الحيوان - وهو ولد الناقة - دخل وقت الفضيلة.

ثم انتهى المؤلف من بيان أحكام صلاة الضحى وانتقل إلى سجود التلاوة.

• فقال - رحمه الله -:

وسجود التلاوة: صلاة.

سجود التلاوة: من إضافة الشيء إلى سببه أي السجود الذي سببه التلاوة.

ويقصد بالتلاوة: تلاوة جزء معين من القرآن - سيأتينا في بيان ما هو في كلام المؤلف - رحمه الله -.

= سجود التلاوة عند الحنابلة: صلاة.

ومعنى قول المؤلف: (صلاة). أي: أنه يشترط له ما يشترط للصلاة. فلا بد من الطهارة وستر الورة واستقبال القبلة وكل شروط الصلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>