والعلة في ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج متذللاً خاضعاً. والطيب ينافي الخضوع والتذلل.
ولذلك نقول: ينبغي للإنسان أن يخرج بلا طيب بل يخرج مع التواضع والتذلل.
هل هناك منافاة بين التذلل والخضوع والطيب؟
شيخنا رحمه الله يقول في الشرح لا منافاة.
ويقع في ذهني أنه في الحقيقة الريح الطيبة وأن يضع الإنسان أحسن ما يجد من الطيب يقع في ذهني أنه ينافي التذلل وذلك تجد دائماً مسألة التنظف ولبس الثياب الحسنة تلازم الطيب والتنظف ولبس الثياب بالإجماع ينافي التذلل.
بقينا في الطيب - المتنازع فيه - أمره سهل ولكن يقع في ذهني أنه ينافي كما قال الإمام أحمد.
والأمر في هذا واسع إن شاء تطيب وإن شاء ترك.
•
ثم قال - رحمه الله -:
ويخرج متواضعاً متخشعاً متذللاً متضرعاً.
- لما ثبت عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج: متذللاً متواضعاً متبذلاً. هذا لفظه.
والتبذل: - كلمة متبذلاً فيما أرى تؤيد عدم وضع الطيب لأن التبذل لا يكون معه طيب وهذا اللفظ ثابت.
• ثم قال - رحمه الله -:
ومعه أهل الدين والصلاح.
أهل الدين والصلاح. ينبغي للإمام أن يخرجهم معه.
والتعليل:
- أنه إنما يخرج ليدعو ويبتهل ويتضرع وهؤلاء أقرب إلى الإجابة.
وهذا صحيح. فينبغي أن يحرص على أهل الخير والصلاح الذين ترجى إجابتهم.
بدليل أن عمر بن الخطاب طلب من العباس أن يدعو فهو بذلك يرجو قبول دعوة العباس - رضي الله عنه - إما لصلاحه ودينه وإما لقربه من النبي - صلى الله عليه وسلم -.
• قال - رحمه الله -
والشيوخ.
المقصود بالشيوخ: كبار السن.
- لأن لهم زمناً في طاعة الله وأداء الفرائض ويروى: (خيركم من طال عمره وحسن عمله).
فيندب أن يخرج الإنسان معه الشيوخ لما ذكرت.
- ولأن غالب الشيوخ يكون معهم لين وحضور قلب وخشوع كما هو مشاهد.
• ثم قال - رحمه الله -:
والصبيان المميزون.
يندب أيضاً أن يخرجوا.
- لأنه تكتب لهم الحسنات ولا تكتب عليهم السيئات ولصفاء قلوبهم بسبب حداثة السن.
والمعنى يدور: حول مسألة إجابة الدعاء.
مسألة / يجوز أن تخرج المرأة الكبيرة: - قيل بل يستحب.
ثانياً: يكره: = عند الحنابلة أن تخرج الشابة.