للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ففي الحقيقة كون مثل عطاء والحسن يصح عنهما أنهم نشأوا والسنة المعروفة بين الصحابة توجيه الميت إلى القبلة يجعل الإنسان يرى أن هذا مشروع ومستحب إن شاء الله.

- بقينا في مسألة:

* * كيفية توجيهه إلى القبلة: أكثر النصوص عن الإمام أحمد أن الميت يوضع على شقه الأيمن باتجاه القبلة كحال الميت في القبر.

= والقول الثاني: وهو قول عند الحنابلة. أنه يجعل على ظهره وتجعل الرجلين باتجاه القبلة ويرفع رأسه قليلاً.

ومما يرجح القول الثاني: سهولة صنع ذلك بالميت. فإنك إذا تصورت أنت الميت على فراش الموت وهو يتألم من الصعوبة بمكان أن تجعله على شقه الأيمن لكن أن يجعل على ظهره وتوجه الرجلان إلى القبلة فهذا أمر سهل.

فإذا استطاع الإنسان أن يجعله على شقه الأيمن فهو أحسن وإلا فيجعله على ظهره مستلقياً ويرفه رأسه قليلاً باتجاه القبلة.

وبهذا انتهى من المرحلة الثانية وهي: ما يكون في سياق الموت.

ثم انتقل انتقالاً طبيعياً إلى ما بعد الموت.

• فقال رحمه الله:

فإذا مات سن: تغميضه.

أي أنه يسن أول ما يموت الميت أن يقوم من عنده بتغميض عينيه لدليلين:

- الأول: أنه ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أبي سلمة وجلس عنده فلما توفي شخص بصره إلى السماء فأغمض النبي صلى الله عليه وسلم عينيه.

فهذا نص صريح بأن إغماض العينين سنة.

- الثاني: أن بقاء العين مفتوحة فيه تشويه لمنظر الميت.

• ثم قال رحمه الله:

وشد لحييه.

يعني أن يضم الفك الأسفل إلى الأعلى مربوطاً.

وعللوا استحباب هذا الأمر بأمرين:

- أولاً: لأن لا يدخل مع فمه هواء.

- ثانياً: أن لا يدخل الماء أثناء غسل الميت.

• ثم قال رحمه الله:

وتليين مفاصله.

يعني ويستحب لمن حضر الميت إذا مات أن يلين مفاصله.

- ليسهل تغسيله.

وتليين المفاصل يكون بثني اليد ثم إرجاعها كما كانت وثني الرجل ثم إرجاعها كما كانت.

• ثم قال رحمه الله:

وخلع ثيابه.

أي: ويشرع أن يخلع ثياب الميت لأن بقاء الثياب على الجسد يزيد من حرارة الجسم مما يؤدي إلى سرعة فساد الميت.

• ثم قال رحمه الله:

وستره بثوب.

أي: ويشرع أن يغطى جميع جسد الميت بثوب من الرأس إلى القدمين.

والدليل على هذا:

<<  <  ج: ص:  >  >>