ليس بين أشباه الجزر شبه جزيرة، تنيف على شبه جزيرة العرب في المساحة، فهي أكبر شبه جزيرة في العالم، ويطلق علماء العرب عليها تجوّزا اسم (جزيرة العرب) ، تحيط بها المياه من أطرافها الثّلاثة، وهي إقليم في الجنوب الغربيّ من آسيا، يحدّه من الشّرق الخليج العربيّ المعروف عند اليونان باسم «الخليج الفارسيّ» ، ومن الجنوب المحيط الهنديّ، أمّا حدّه الغربيّ فهو البحر الأحمر، كما يسمّى في الخارطات الحديثة، المعروف باسم «الخليج العربيّ) Sinus prabicus ( «في الخارطات اليونانيّة واللّاتينيّة، وب «بحر القلزم» في الكتب العربيّة القديمة، وحدّه الشّماليّ خطّ وهميّ يمتدّ (في اصطلاح العلماء العرب) من خليج العقبة
(١) اقتصرنا في هذا الفصل على ما يهم القارىء للسيرة النبوية معرفته من طبيعة هذه البلاد، ووضعها الجغرافي، ومكانتها في تاريخ الديانات والأمم، وطبائع أهلها، فلا يشق طريقه- في دراسة السيرة- منعزلا عن البيئة التي أدت فيها رسالتها، جاهلا لها كل الجهل، وهو مقتبس مما كتب عن الجزيرة قديما وحديثا؛ وقد استفدنا من كتاب «المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام» للدكتور جواد علي (١- ٩) كثيرا. وموضع تفصيل أكثر في هذا الموضوع؛ هي الكتب التي ألّفت في جغرافية جزيرة العرب، وصفتها وخططها، وتاريخ الحضارة العربية والأدب العربي، وهي كثيرة.