هائلة، ولا يزال عدد اللّغات المعترف بها في دستور الهند يبلغ ١٥ لغة إقليمية، تختلف فيما بينها اختلاف لغات مستقلة، قائمة بذاتها، حتّى يحتاج أبناؤها للتفاهم إلى ترجمان، أو لغة أجنبية كالإنجليزية.
ولكن امتازت الجزيرة العربية على سعتها، وترامي أطرافها، وتشتّت قبائلها، بوحدة اللغة، كانت ولا تزال أداة تفاهم والتقاء لجميع أبناء هذه الجزيرة، حضرهم وبدوهم، والقحطانيّ منهم والعدنانيّ، وهي اللغة العربيّة على اختلاف لهجاتها، وفروقها الإقليميّة الّتي تقتضيها طبيعة اللغات وفلسفتها، وطبيعة الأقاليم والأجواء، وطبيعة الانعزال والانطواء.
فاللغات تختلف في لهجاتها بمسافات، قد تطول وقد تقصر، وكانت هذه الوحدة اللغويّة التي امتازت بها هذه الجزيرة من أهمّ أسباب تيسير مهمّة الدعوة الإسلاميّة، وسرعة انتشار الإسلام فيها، ومخاطبة الوحدات العربيّة المنتشرة، في لغة واحدة، هي اللغة العربيّة الفصحى، وبكتاب واحد هو القرآن العربيّ المبين.
[جزيرة العرب في تاريخ الأمم والديانات:]
قد تبيّن من الآثار العتيقة أنّ بلاد العرب كانت مأهولة بالنّاس، منذ العصور «الباليوليتية) Paleolithic ( «أي العهود الحجرية المتقدّمة، ومن أقدم الآثار الّتي عثر عليها آثار من أيام العصور المعروفة ب) Chellian (أي الأدوار الأولى من أدوار حضارة العصر الحجريّ.
وقد جاء ذكر العرب في مواضع من أسفار التّوراة، تشرح علاقات العبرانيّين بالعرب، وما ذكر في التوراة عن العرب يرجع تاريخه إلى ما بين ٧٥٠، والقرن الثاني قبل المسيح، وقد وردت في التّلمود إشارات إلى العرب كذلك.