للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حجّة الوداع سنة عشر من الهجرة

[حجة الوداع وأوانها:]

ولمّا تمّ ما أراده الله من تطهير نفوس الأمّة من شوائب الوثنيّة، وعادات الجاهليّة، وإنارتها بنور الإيمان، وإشعال مجامرها بالحبّ والحنان، وتمّ ما أراده الله، من تطهير بيته من الرّجس والأوثان، وتاقت نفوس المسلمين الذين بعد عهدهم عن حجّ البيت، وطفحت كأس الحبّ والحنان، حتّى فاضت ودنت ساعة الفراق، وألجأت الضّرورة إلى وداع الأمة، آذن الله لنبيّه في الحجّ، ولم يكن قد حجّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم في الإسلام.

[قيمتها البلاغية والتربوية:]

فخرج من المدينة ليحجّ البيت، ويلقى المسلمين، ويعلّمهم دينهم ومناسكهم، ويؤدّي الشهادة، ويبلّغ الأمانة، ويوصي الوصايا الأخيرة، ويأخذ من المسلمين العهد والميثاق، ويمحو آثار الجاهليّة، ويطمسها ويضعها تحت قدميه.

وكانت هذه الحجّة تقوم مقام ألف خطبة وألف درس، وكانت مدرسة متنقّلة ومسجدا سيّارا، وثكنة جوالة، يتعلّم فيها الجاهل وينتبه الغافل،

<<  <   >  >>