للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ركوب سراقة في أثر الرسول صلى الله عليه وسلم وما وقع له:]

وجعلت قريش في رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فقدوه، مئة ناقة، لمن يردّه عليهم، ومكثا في الغار ثلاث ليال ثمّ انطلقا، ومعهما عامر بن فهيرة ودليل من المشركين «١» ، استأجره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بهم على طريق السواحل.

وحمل سراقة بن مالك بن جعشم الطمع على أن يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويردّه على قريش، فيأخذ مئة ناقة منهم، فركب على أثره يعدو، وعثر به الفرس، فسقط عنه فأبى إلا أن يتبعه، فركب في أثره، وعثر به الفرس مرة ثانية، فسقط عنه، وأبى إلا أن يتبعه، فركب في أثره، فلمّا بدا له القوم رآهم، وعثر به الفرس مرة ثالثة، وذهبت يداه في الأرض، وسقط عنه، وتبعهما دخان كالإعصار.

وعرف سراقة حين رأى ذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حماية الله تعالى، وأنّه ظاهر لا محالة، فنادى القوم، وقال: أنا سراقة بن جعشم، أنظروني أكلمكم، فو الله لا يأتيكم منّي شيء تكرهونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:

«قل له: وما تبتغي منّا؟» قال سراقة: تكتب لي كتابا يكون آية بيني وبينك، فكتب عامر بن فهيرة كتابا في عظم أو رقعة «٢» .


(١) [هو عبد الله بن أريقط كما ذكره العلّامة المؤلّف تحت عنوان: «هجرة الرسول إلى المدينة» ، وكما في «السيرة النبوية» لابن هشام: « ... فاستأجر عبد الله بن أرقط- كذا عند ابن هشام- رجلا بن بني الديل بن بكر ... وكان مشركا يدلّهما على الطريق، (ج ١، ص ٤١٧، طبع دار ابن كثير بدمشق) ] .
(٢) سيرة ابن هشام: ج: ١؛ ص ٤٨٩- ٤٩٠؛ ورواه البخاري [في كتاب مناقب الأنصار] ، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة باختلاف بعض الألفاظ [برقم ٣٩٠٦] .

<<  <   >  >>