للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[قائد منصور:]

ونازل رسول الله صلى الله عليه وسلم حصون خيبر، وبدأ يفتتحها حصنا حصنا، وكان أول حصن افتتح حصن ناعم، ومنها- حصن القموص- وقد استعصى حصن القموص على المسلمين، وكان عليّ بن أبي طالب رمدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليأخذنّ الرّاية غدا رجل يحبّه الله ورسوله، يفتح عليه، وتطاول له كبار الصحابة- رضي الله عنهم- وكلّ منهم يرجو أن يكون صاحب ذلك، ودعا عليّا، وهو يشتكي عينيه، فأتى فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرىء، حتّى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية «١» ، فقال عليّ- رضي الله عنه-: أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انفذ على رسلك حتّى تنزل بساحتهم، ثمّ ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله تعالى فيه، فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النّعم» «٢» «٣» .

[بين أسد الإسلام وبطل اليهود:]

وأتى عليّ- رضي الله عنه- حصن القموص، فخرج «مرحب» وهو


(١) [أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، برقم (٤١٩٧) ، ومسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، برقم (٢٤٠٦) ، وأحمد في المسند (٥/ ٣٣٣) من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه] .
(٢) [حمر النّعم: الإبل البيض أو الحمراء التي تعني الغنى والعزة والجاه] .
(٣) أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، برقم (٤١٩٧) ، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، برقم (٢٤٠٦) ، وأبو داود في كتاب العلم، باب فضل نشر العلم، برقم (٣٦٦١) ، وابن حبان في الصحيح (١٥/ ٣٧٨) برقم (٦٩٣٢) وغيرهم من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه] .

<<  <   >  >>