للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذين اقترحوا الخروج، فقالوا: استكرهناك يا رسول الله! ولم يكن ذلك لنا، فإن شئت فاقعد صلّى الله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ينبغي لنبيّ إذا لبس لأمته أن يضعها حتّى يقاتل» «١» .

فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف من أصحابه «٢» ، فلمّا كانوا بالشّوط بين المدينة وأحد، انخذل عنه عبد الله بن أبيّ بثلث الناس، وقال: أطاعهم وعصاني «٣» .

[في ميدان أحد:]

ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى نزل الشّعب من أحد (وهو جبل على نحو ثلاثة كيلو متر من المدينة) وجعل ظهره وعسكره إلى أحد «٤» ، وقال: لا يقاتلنّ أحد منكم حتّى نأمره بالقتال، وتعبّأ رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال، وهو في سبعمئة رجل.

وأمّر على الرّماة عبد الله بن جبير، وهم خمسون رجلا، فقال: ادفع


(١) سيرة ابن هشام: ج ٢، ص ٦٣ [وأخرجه أحمد في مسنده (٣/ ٣٥١) والدارميّ في كتاب الرؤيا، باب في القمص واللبن..، برقم (٢٠٨٢) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه] .
(٢) لفظ ابن حزم الرقم الذي ذكرته المصادر الكثيرة عن عدد جند المسلمين في غزوة أحد، وفق أقيسة قليلة بحتة، ولكن المشهور المستفيض ما ذكر.
(٣) سيرة ابن هشام: ج ٢، ص ٦٣ [وأخرجه البخاريّ في كتاب المغازي، باب غزوة أحد، برقم (٤٠٥٠) ، ومسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، برقم (٢٧٧٦) في أبواب تفسير القرآن، في تفسير سورة النساء، برقم (٣٠٢٨) ، من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه] .
(٤) راجع لفهم «الوضع الاستراتيجي» في ميدان أحد، كتاب «ساحات القتال في العهد النبوي» ب (اللغة الأردوية) للدكتور حميد الله.

<<  <   >  >>