للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كلّ مأثرة أو مال أو دم، فهو تحت قدميّ هاتين، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج» «١» .

«يا معشر قريش! إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهليّة، وتعظّمها بالآباء، الناس من آدم وآدم من تراب» ، ثمّ تلا هذه الآية:

يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ «٢» [الحجرات: ١٣] .

نبيّ المحبّة ورسول الرحمة:

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر قريش! ما ترون أنّي فاعل بكم؟»

قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم!

قال: «فإنّي أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء» «٣» .

وأمر بلالا أن يصعد، فيؤذن على الكعبة، ورؤساء قريش وأشرافهم يسمعون كلمة الله تعلو، ومكّة ترتجّ بالأذان.

ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار أمّ هانىء بنت أبي طالب، فاغتسل، وصلّى ثماني ركعات صلاة الفتح شكرا لله عليه «٤» .


(١) [أخرجه أبو داود في كتاب الديات، باب في دية الخطأ شبه العمد، برقم (٤٥٤٧) ، وابن ماجه، في أبواب الديات، باب في دية شبه العمد مغلظة، برقم (٢٦٢٧) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما] .
(٢) زاد المعاد: ج ١، ص ٤٢٤.
(٣) المصدر السابق: ج ١، ص ٤٢٤.
(٤) رواه البخاري [في كتاب المغازي] في باب منزل النّبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح [برقم (١١٧٦) ، -

<<  <   >  >>