ألا كلّ شيء من أمر الجاهلية تحت قدميّ موضوع، ودماء الجاهليّة موضوعة، وإنّ أوّل دم أضعه من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل.
وربا الجاهلية موضوع، وأوّل ربا أضع من ربانا ربا العبّاس بن عبد المطلب، فإنّه موضوع كلّه.
فاتّقوا الله في النساء، فإنّكم أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، ولكم عليهنّ ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهنّ ضربا غير مبرّح، ولهنّ عليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف.
وقد تركت فيكم ما لن تضلّوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عنّي، فماذا أنتم قائلون؟» .
قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت وأديت ونصحت.
فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السّماء وينكبها إلى الناس:«اللهمّ اشهد» ثلاث مرّات «١» .
[نص خطبة النبي ص]
وهذا نصّ الخطبة التي خطبها صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق:
«يا أيّها الناس! هل تدرون في أيّ شهر أنتم؟ وفي أيّ يوم أنتم؟ وفي أيّ بلد أنتم؟» .
(١) أخرجه مسلم [في كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (١٢١٨) ] وأبو داود [في كتاب المناسك، باب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (١٩٠٥) ] وغيرهما عن جابر رضي الله عنه، [وأخرجه البخاري في كتاب المغازي. باب حجة الوداع، برقم (٤٤٠٦) ، ومسلم في كتاب القسامة والمحاربين، برقم (١٦٧٩) ، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه، وأخرجه الترمذي في أبواب تفسير القرآن، سورة التوبة، برقم (٣٠٨٧) ، وابن ماجه في أبواب المناسك، باب الخطبة يوم النحر، برقم (٣٠٥٥) من حديث عمرو بن الأحوص] .