للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخندق في السهل الواقع شمال غرب المدينة وهو الجانب المكشوف الذي يخاف منه اقتحام العدوّ «١» .

وقسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق بين أصحابه، لكلّ عشرة منهم أربعون ذراعا «٢» ، وقد بلغ طول الخندق حوالي خمسة آلاف ذراع، وعمقه من سبعة أذرع إلى عشرة، والعرض من تسعة إلى ما فوقها «٣» «٤» .

[روح المساواة والمواساة بين المسلمين:]

وعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفر الخندق، ترغيبا للمسلمين في الأجر، وعمل معه المسلمون فيه، فدأب فيه ودأبوا «٥» ، وكان البرد شديدا، ولا


(١) وقد تمّ حفره في شمالي المدينة الشرقي إلى غربيها، وكان حدّه الشرقي طرف حرة واقم، وحده الغربي غربي وادي بطحان، حيث طرف الحرة الغربية، (حرة الوبرة) . (آثار المدينة المنورة- للأستاذ عبد القدوس الأنصاري) . أمّا ما جاء من تحقيق العقيد عيسى أمين المجادل، المنشور في مجلة «الدفاع» الصادرة من إدارة الشؤون العامة للقوات المسلحة بالرياض، عدد ٧٩ شهر ذي الحجة سنة ١٤١٠ هـ: «إن الحفريات دلّت على أن الخندق كان طوله ٨ كيلو مترات، وعرضه ٦ أمتار، وعمقه ٥ أمتار، فإن ما قيل عن الطول مستبعد نظرا إلى مساحة المدينة وصعوبة الحفر إلى هذا الحد، وعدم الحاجة إليه، أمّا ما قيل عن العرض والعمق فإن الاعتماد عليه ممكن ولا إشكال فيه» .
(٢) سيرة ابن كثير: ج ٣، ص ١٩٢.
(٣) [انظر واقعة غزوة الخندق، أخرجها البخاري من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، في كتاب المغازي، باب غزوة الخندق، برقم (٤١٠٦) ، ومسلم في كتاب الجهاد، باب غزوة الخندق، برقم (١٨٠٣) ، وأخرجها البخاري أيضا من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه في الكتاب والباب نفسه، برقم (٤٠٩٨) ، ومسلم عنه أيضا في الكتاب والباب نفسه، برقم (٤٠٩٨) ] .
(٤) غزوة الأحزاب: للأستاذ محمد أحمد باشميل.
(٥) سيرة ابن هشام: ج ٢، ص ٢١٦.

<<  <   >  >>