للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخروج، لعلّ الله يرزقني الشهادة، وكان كذلك، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يردّه لأنّه لم يبلغ مبلغ الرجال، فبكى عمير، ورقّ له قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجازه، وقتل شهيدا في الغزوة «١» .

[التفاوت بين المسلمين والكفار في العدد والعدد:]

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا في ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا، لم يكن معهم من الخيل إلا فرسان، وسبعون بعيرا، يعتقب الرجلان والثلاثة على البعير الواحد «٢» ، لا فرق في ذلك بين جنديّ وقائد، وتابع ومتبوع، فكان منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وكبار الصحابة «٣» .

ودفع اللّواء إلى مصعب بن عمير، وراية المهاجرين إلى عليّ بن أبي طالب، وراية الأنصار إلى سعد بن معاذ.

ولمّا سمع أبو سفيان خروج المسلمين، خفض ولحق بساحل البحر، ولمّا رأى أنّه قد نجا وسلمت العير، كتب إلى قريش أن ارجعوا، فإنّكم إنّما خرجتم لتحرزوا عيركم، وهمّوا بالرجوع، فأبى أبو جهل إلا القتال «٤» ، وكانت قريش بين ألف وزيادة «٥» ، منهم صناديد قريش وسادتها، وفرسانها


(١) راجع «أسد الغابة» ج: ٤، ص: ١٤٨ [وأخرج هذه القصّة البزّار في «كشف الأستار» برقم (١٧٧٠) ، وقال الهيثمي في المجمع (٦/ ٦٩) : رواه البزّار، ورجاله ثقات] .
(٢) زاد المعاد: ج: ١، ص: ٣٤٢.
(٣) [أخرجه أحمد في مسنده (١/ ٤١١) ، وابن حبان في صحيحه برقم (١٦٨٨) ، والحاكم في المستدرك (٣/ ٢٠) : وصحّحه الذهبيّ] .
(٤) زاد المعاد: ج ١، ص ٣٤٣، وابن هشام: ج ١، ص ٦١٨- ٦١٩.
(٥) رواه أحمد والبزار والطبراني، وكذلك أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي، وفي فتح الباري (ج ٧، ص ٢٩١) ، أن هذا هو المشهور عند ابن إسحاق وجماعة من أهل المغازي. وقد جاءت في روايات وكتب السيرة أعداد أخرى، وهي أرقام متقاربة.

<<  <   >  >>