للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شجرة» ، وقال: «لم تحلّ لأحد كان قبلي، ولا تحلّ لأحد يكون بعدي» »

، ثمّ انصرف راجعا إلى المدينة «٢» .

أثر فتح مكّة:

وكان لفتح مكّة أثر عميق في نفوس العرب، فشرح الله صدر كثير منهم للإسلام، وصاروا يدخلون فيه أرسالا.

وكانت عدّة قبائل بينها وبين قريش حلف، وكانت ممتنعة عن الدخول في الإسلام لمكانة هذا الحلف.

وكانت قبائل ترهب قريشا وتجلّها، فلما رأتهم استسلموا للإسلام ورغبوا فيه زال الحاجز.

وكانت قبائل تعتبر مكّة لا يفتحها ولا يدخلها ملك جبّار أو من يريد لها سوءا، ولا يزال فيها من عاصر حادثة الفيل، وشاهد ما فعل بأبرهة، فيقولون: اتركوه وقومه، فإنّه إن ظهر عليهم فهو نبيّ صادق «٣» .

فلمّا فتح الله لنبيّه مكّة، وخضعت قريش للإسلام طوعا أو كرها، أقبل العرب على الإسلام إقبالا لم يعرف قبل ذلك، وصاروا يدخلون في دين الله أفواجا «٤» ، وصدق الله العظيم: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ


(١) [أخرجه البخاري في كتاب اللقطة، باب كيف تعرّف لقطة أهل مكّة، برقم (٢٤٣٤) ، ومسلم في كتاب الحج، باب تحريم مكة..، برقم (١٣٥٣) ، وغيرهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما] .
(٢) راجع «زاد المعاد» ج ١، ص ٤٢٥- ٤٢٦.
(٣) أخرجه البخاري [في كتاب المغازي] ، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح، [برقم (٤٣٠٢) ، من حديث عمرو بن سلمة رضي الله عنه] .
(٤) مستفاد من كتاب «رحمة للعالمين» لمؤلفه الشهير قاضي محمد سليمان المنصور فوري، [وقد نقله إلى العربية الدكتور سمير عبد الحميد إبراهيم، طبع في دار السلام- الرياض، -

<<  <   >  >>