للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحلي كالأساور، والدمالج، والخلاخيل، والأقرطة، والخواتم، والعقود من الذهب أو من جزع ظفار «١» ، وكان الغزل والنسيج فاشيين في النساء، فكانت الخياطة والدباغة وعمل بناء البيوت، وضرب الطوب، والنحت، من الصناعات التي عرفت في المدينة قبل الهجرة.

[الوضع المعقد الذي واجهه الرسول صلى الله عليه وسلم في مدينة يثرب:]

وهكذا لم ينتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون من مدينة- مكة- إلى قرية- يثرب- بل انتقل من مدينة إلى مدينة، وإن كانت هي الآخرى تختلف عن الأولى في مظاهر كثيرة للحياة، وكانت أصغر منها نسبيا، ولكنّ الحياة فيها كانت أكثر تعقّدا، والقضايا التي سيواجهها الرسول أكثر تنوّعا، لوجود ديانات وبيئات وثقافات مختلفة، لا يتغلّب عليها ولا يصهر المدينة كلّها في بوتقة عقيدة واحدة، ودعوة واحدة إلا الرسول المؤيد من الله، الذي أعطاه الله الحكمة وفصل الخطاب، وقوّة الجمع بين الأنماط البشرية الكثيرة، والقوى المتصارعة والأهواء المتعاكسة، وألقى عليه محبة منه، وصدق الله العظيم:

هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال: ٦٢- ٦٣]


(١) اقرأ حديث عائشة في قصة الإفك الذي رواه البخاري في كتاب المغازي [باب حديث الإفك، برقم (٤١٤١) ، ومسلم في كتاب التوبة، باب في حديث الإفك، برقم (٢٧٧٠) ، والنّسائي في السنن الكبرى (٥/ ٢٩٥) ، برقم (٨٩٣١) ، وعبد الرزاق في المصنّف (٥/ ٤١٠) برقم (٩٧٤٨) ] . و «الجزع» : خرز فيه سواد وبياض؛ و «ظفار» : مدينة باليمن.

<<  <   >  >>