للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأسه، فجاءت ابنته «فاطمة» - عليها السلام- فأخذته من ظهره، ودعت على من صنع هذا، ودعا عليهم النبيّ صلى الله عليه وسلم «١» .

[إسلام حمزة بن عبد المطلب:]

ومرّ أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم عند «الصّفا» فاذاه وشتمه، فلم يكلّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فانصرف عنه.

ولم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشّحا «٢» قوسه، راجعا من قنص له، وكان أعزّ فتى في قريش، وأشدّ شكيمة، وأخبرته مولاة عبد الله بن جدعان بما جرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتمل حمزة الغضب، ودخل المسجد، ورأى أبا جهل جالسا في القوم، فأقبل نحوه، حتى إذا قام على رأسه، رفع القوس، فضربه بها، فشجّه شجّة منكرة، ثمّ قال: أتشتمه وأنا على دينه، أقول ما يقول؟ فسكت أبو جهل، وأسلم حمزة، وعزّ ذلك على قريش لمكانته وشجاعته «٣» .

[ما دار بين عتبة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم:]

ولمّا رأت قريش أنّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون استأذن عتبة ابن ربيعة قريشا، أن يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكلّمه، ويعرض عليه أمورا، لعلّه يقبل بعضها، فيعطونها، ويكفّ عنهم، وأذنت له قريش، واستخلفته.


(١) رواه البخاري [في كتاب مناقب الأنصار] باب «ذكر ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة» [برقم (٣٨٥٤) ، ومسلم في كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين ... برقم (١٧٩٤) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه] .
(٢) متوشّحا: متقلّدا.
(٣) سيرة ابن هشام: ج ١؛ ص ٢٩١- ٢٩٢.

<<  <   >  >>