للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: فكبّر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيرة عرف منها أهل البيت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ عمر قد أسلم «١» .

وعزّ المسلمون في أنفسهم، حينما أسلم عمر، وقد أسلم حمزة من قبل، وعرفوا وقع ذلك في نفوس الكفّار من قريش، وأثره في حياة مكة، ولم يكونوا على خطأ، فلم يستثقل المشركون إسلام أحد ولم يحسبوا له حسابا، مثل ما فعلوا عند إسلام عمر- رضي الله عنه-.

وأعلن عمر إسلامه، وشاع ذلك في قريش، وقاتلوه وقاتلهم «٢» ، حتى يئسوا منه «٣» .

[مقاطعة قريش لبني هاشم والإضراب عنهم:]

وجعل الإسلام يفشو في القبائل، فاجتمعت قريش، وائتمروا بينهم أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم وبني المطلب، على ألّا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم، ولا يبيعونهم شيئا، ولا يبتاعوا منهم، فلمّا اجتمعوا لذلك، كتبوه في صحيفة، ثم تعاهدوا، وتواثقوا على ذلك، وعلّقوا الصحيفة في جوف الكعبة، توكيدا على أنفسهم.

[في شعب أبي طالب:]

فلمّا فعلت ذلك قريش، انحازت بنو هاشم وبنو المطّلب إلى أبي


(١) سيرة ابن هشام: ج ١؛ ص ٣٤٢- ٣٤٦.
(٢) [أخرج ابن حبان قصة مقاتلة عمر لقريش، في الإحسان، برقم (٦٨٤٠) ، وقال الهيثمي في المجمع (٩/ ٦٥) : «رواه البزّار والطبراني باختصار، ورجاله ثقات، إلّا أنّ ابن إسحاق مدلّس» لكنّه صرّح بالتحديث، فإذا إسناده صحيح] .
(٣) سيرة ابن هشام: ج ١؛ ص ٣٤٩.

<<  <   >  >>