(وكان آخر يوم من شهر ديسمبر عام ١٩٩٩ م) في مسقط رأسه «رائي بريلي» .
صلّي عليه في أنحاء العالم الإسلامي صلاة الغائب، وصلّى كذلك حوالي خمسة ملايين من المسلمين الوافدين من مختلف أصقاع العالم في الحرمين الشريفين في ٢٧ رمضان بعد صلاة العشاء، رحمه الله رحمة واسعة، وتغمّده بها وأسكنه فسيح جنانه.
[خلقه وخلقه:]
كان- رحمه الله- نحيف البدن، ونحيل العود، نقيّ اللون، وقورا مهيبا في غير عبوس أو فظاظة، طلق الوجه دائم البشر، نظراته عميقة نفاذة، ونبراته دقيقة أخّاذة، فيها بحة.
كان جمّ التواضع، هادئا، محبا للخير، ودودا محبوبا من كافة الطبقات.
كان خير مثل للعالم، الورع الخلوق، الذي يضمر الخير للجميع، كان مثالا في النزاهة، والتواضع والجرأة النادرة في الدعوة إلى الإصلاح، وفي الاستقامة، والحرص على الحقّ.
كان عدوّا للمظاهر الكاذبة، يتخفّف في ثيابه وطعامه وفراشه، ويكره التكلّف والمجاملة الزائدة، ولا يقيم للمال وزنا في حياته، كانت ثقته بربّه فوق كلّ شيء، وكانت مثابرته على النضال في سبيل ما يؤمن به مضرب الأمثال، وإخلاصه العميق كان سرّ نجاحه، بينما يفشل الآخرون.
كان دائم المطالعة، حريصا على صحبة الكتاب في خلواته وأوقات فراغه، وكان شديد الاهتمام والعناية بكتب السيرة- على صاحبها ألف ألف سلام- وبكتب السلف والتاريخ والأدب.