وفي هذه السّرية قتل حرام بن ملحان، قتله جبار بن سلمى، وكان سبب إسلامه كلمة قالها حرام، وهو يجود بنفسه، يقول جبار: إنّ مما دعاني إلى الإسلام أنّي طعنت رجلا منهم يومئذ برمح بين كتفيه، فنظرت إلى سنان الرمح حين خرج من صدره فسمعته يقول: فزت وربّ الكعبة! فقلت في نفسي:
ما فاز؟! ألست قد قتلت الرجل؟! حتّى سألت بعد ذلك عن قوله، فقالوا:
للشهادة، فقلت: فاز لعمر الله، فكان سببا لإسلامه «١» .
(١) [أخرج هذه القصة مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب القنوت في جميع الصلوات..، برقم (٦٧٧) ، والبيهقيّ في «الدلائل» (٣/ ٣٤٧) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه] وابن هشام: ج ٢، ص ١٨٧.