وفي كتب «يوسفيوس فلافيوس» الذي عاش بين سنة ٣٧ و ١٠٠ للمسيح تقريبا معلومات ثمينة عن العرب، وأخبار مفصّلة عن العرب والأنباط، ووردت في الكتب اليونانية واللاتينية المؤلفة قبل الإسلام- على ما فيها من خطأ- أخبار تاريخية جغرافية كبيرة الخطورة، ووردت فيها أسماء قبائل عربية كثيرة، لولاها لم نعرف عنها شيئا، وتعدّ الإسكندرية من أهمّ المراكز التي كانت تعنى عناية خاصة بجمع الأخبار عن بلاد العرب، وعادات سكّانها، وما ينتج فيها لتقديمها إلى من يرغب فيها من تجّار البحر المتوسط.
ومن أقدم من ذكر العرب من اليونانيّين «خيلوس»(٥٢٥- ٤٥٦ قبل المسيح) و «هيرودوتس»(٤٨٠- ٤٢٥ ق. م) .
وهناك طائفة من الكتّاب الذين تركوا لنا آثارا وردت فيها إشارات إلى العرب، والبلاد العربيّة، منهم (بطليموس) الذي عاش في الإسكندريّة في القرن الثاني للمسيح، وهو صاحب مؤلّفات في الرّياضيات منها «كتاب المجسطي» المعروف في اللغة العربيّة.
وفي الموارد النصرانية مادة غزيرة عن تاريخ العرب في الجاهليّة والإسلام، وإن كانت خاصة بما له صلة بالنصرانيّة وانتشارها، ومراكز نشاطها.
والعرب في التوراة، هم الأعراب، أي سكان البوادي، لذلك فإنّ النّعوت الواردة فيها عنهم، هي نعوت لعرب البادية.
وكذلك في كتب اليونان، والرّومان، والأناجيل، نعوت قصدت بها الأعراب، وقد كانوا يغيرون على حدود إمبراطوريتي الرومان واليونان، ويسلبون القوافل، ويأخذون الإتاوات من التّجار والمسافرين.
وقد وصف ديدوروس الصّقليّ العرب بأنّهم يعشقون الحريّة، فيلتحفون