وأمرنا أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصّلاة والزّكاة والصّيام- فعدّد عليه أمور الإسلام- فصدّقناه وآمنّا به، واتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئا وحرّمنا ما حرّم علينا، وأحللنا ما أحلّ لنا، فعدا علينا قومنا، فعذّبونا، وفتنونا عن ديننا، ليردّونا إلى عبادة الأوثان، من عبادة الله تعالى، وأن نستحلّ ما كنّا نستحلّ من الخبائث.
فلمّا قهرونا، وظلمونا، وضيّقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيّها الملك!» .
وسمع النجاشيّ كلّ ذلك في هدوء ووقار، ثمّ قال: هل معك ممّا جاء به صاحبكم عن الله من شيء؟.