للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خرج من أسفل مكة، حتّى رمى بنفسه بين ظهور المسلمين.

قال سهيل: هذا يا محمّد أول ما أقاضيك عليه على أن تردّه.

قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إنّا لم نقض الكتاب بعد» .

قال: فو الله إذا لا أقاضيك على شيء أبدا.

قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «فأجزه لي» .

قال: ما أنا بمجيزه لك.

قال: «بلى، فافعل» .

قال: ما أنا بفاعل.

قال أبو جندل: يا معشر المسلمين! أردّ إلى المشركين وقد جئت مسلما؟ ألا ترون ما لقيت؟ وكان قد عذّب في الله عذابا شديدا «١» ، وردّه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد اصطلح الفريقان على وضع الحرب عن الناس عشر سنين، يأمن فيهنّ الناس، ويكفّ بعضهم عن بعض، وعلى أنّه من أتى محمّدا من قريش بغير إذن وليّه ردّه عليهم، ومن جاء قريشا ممن مع محمد، لم يردوه عليه، وأنّه من أحبّ أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحبّ أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه «٢» .


(١) زاد المعاد: ج ١، ص ٣٨٣، وأخرجه البخاري في الجامع الصحيح في كتاب الشروط، باب «الشروط في الجهاد» [برقم (٢٧٣١) و (٢٧٣٢) ، وأحمد في المسند (٤/ ٣٢٨- ٣٢٩) ، وعبد الرزاق في المصنّف برقم (٩٧٣٠) ، وأبو يعلى في المسند برقم (٤٢) من حديث مروان بن حكم، والمسور بن مخرمة] .
(٢) سيرة ابن هشام: ج ٢، ص ٣١٧- ٣١٨.

<<  <   >  >>