للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء في «لسان العرب» لابن منظور: «الأرس» : الأصل و «الأريس» : الأكار، نقله عن ثعلب.

وذكر عن ابن الأعرابيّ: أنه قال أرس يأرس أرسا إذا صار أريسا، وأرّس يؤرّس تأريسا: إذا صار أكارا.

ونقل عن أبي عبيدة أنّه قال: الأجود عندي أن يقال أنّ «الأريس» كبيرهم الذي يمتثل أمره، ويطيعونه إذا طلب منهم الطاعة «١» .

وهنا يتساءل القارىء الفطن إذا كان المراد من «الأريسيين» الفلّاحين، كان «كسرى أبرويز» إمبراطور إيران أحقّ بأن يحذر من وقوع إثمهم ومسؤوليتهم عليه، وبأن ترد هذه الكلمة في الكتاب الذي كتب إليه، فإنّ طبقة الفلاحين كانت أعظم وأوسع وأكثر تميزا في المملكة السّاسانية الإيرانية منها في المملكة البيزنطيّة الرومانية، وكان أكثر اعتماد إيران في دخلها ومواردها على الفلاحة، وإلى ذلك نبّه الأزهريّ، كما نقل عنه ابن منظور بقوله: «وكان أهل السواد من هو على دين كسرى أهل فلاحة وإثارة للأرض، وكان أهل الروم أهل أثاث وصنعة، فكانوا يقولون للمجوس «أريسيين» نسبوهم إلى «الأريس» وهو الأكار، وكانت العرب تسمّيهم «الفلّاحين» «٢» .

ولذلك نرجّح أنّ المراد بالأريسيين هم أتباع «أريوس» المصريّ) Arius ٠٨٢ -٦٣٣ (وهو مؤسس فرقة مسيحية كان لها دور كبير في تاريخ العقائد المسيحيّة والإصلاح الدينيّ، وقد شغلت الدولة البيزنطية والكنيسة المسيحية زمنا طويلا.


(١) راجع «لسان العرب» مادة «أرس» .
(٢) المصدر السابق.

<<  <   >  >>